آخر الأخبار

ثلث الأشخاص المصابين بـ كوفيد-19 مازالوا يعانون من الأعراض بعد أشهر من الإصابة

بعد مرور أكثر من عام على انتشار الوباء، أَصبح من الواضح تماماً أنّ كوفيد-19 هو فيروس مخادِع. حيث لا يلاحِظ بعض الناس إصابتهم على الإطلاق، بينما يَدخل البعض الآخر إلى المستشفى، وقد يموت جزء منهم. يوجَد أيضا مجموعة من الأشخاص الذين لا يَتعافون تماماً، ويَدعون أنفسهم بالمصابين طويلي الأمد. أما طبّياً فتُسمى حالتهم بمتلازِمة ما بعد الإصابة بفيروس كورونا؛ تابعوا معنا آخر المعلومات والأخبار

الدراسات حول متلازِمة ما بعد كوفيد-19

نشِرت رسالة بحثية جديدة يوم الجمعة في مجلة شبكة جاما، تسلِّط الضوء على هذه الحالة. حيث تابَع الباحِثون من جامعة واشنطن 177 شخصاً مصاباً بعدوى مؤكَّدة مخبرياً بكوفيد-19، وذلك لمدّة تصِل إلى تسعة أشهر. والجدير بالذِّكر أنّ هذه المجموعة تَضمّنت 150 مريضاً خارجياً عانوا من إصابة خفيفة لا تَتطلّب دخول المستشفى.

عانى 30% من المصابين من أعراض مستمِرة كان أشيَعها التعب، فقدان حاسّة الشم، أو التذوُّق. بينما شَكى حوالي 30% آخرين من تدهوُر نوعية حياتهم مقارَنة بما كانت عليه قبل المرض. إلا أن 14 مشارِك، بما فيهم 9 أشخاص لم يَحتاجوا للاستشفاء، أفادوا بأنّهم يواجِهون صعوبة في أداء أنشطتهم المعتادة.

وَجدت دراسة أُخرى نشِرت في أوائل كانون الثاني في مجلة ذا لانسيت، أنّه من بين 1733 مريض بفيروس كورونا تَمّ علاجهم في مدينة ووهان الصينية، ما زال 76% يَشكون من عَرَض واحد على الأقل بعد ستة أشهر من الإصابة. لكن ينبغي الإشارة إلى أن هذه المجموعة كانت مكوَّنة بالكامل من المرضى الذين احتاجوا دخول المستشفى.

اقرأ أيضاً >> ما يجب على الآباء معرفته عن لقاح كوفيد 19.

أعراض متلازمة ما بعد كوفيد-19

لا تَمنع الإصابة الخفيفة تطوُّر الأعراض لاحِقاً، لذلك يَصعب التكهُّن بمن سيصاب بمتلازِمة ما بعد كوفيد-19. حيث تصيب النساء والرجال بنِسب متساوية، وبمَجال عُمْري واسِع يَتراوح ما بين العشرينات والثمانينيات. كما يوجَد جانب آخر محيِّر، وهو مجموعة المشكِلات الصحّية المتنوِّعة والعشوائية التي قد يواجِهها المرضى، والتي تصنَّف إلى عدّة مجموعات:

  • الأعراض الفموية: مثل تساقُط الأسنان.
  • الأعراض البنيويّة: مثل التعب أو الإرهاق.
  • التظاهُرات القلبية الوعائيّة: مثل التهاب القلب.
  • الأعراض الجلدية: مثل الطفح الجلدي أو تساقُط الشعر.
  • الأعراض النفْسيّة: مثل الاكتئاب، القلَق، أو تبدُّلات المزاج.
  • التظاهُرات الصدرية: مثل ألم الصدر، ضِيق النَّفَس، عدم تحمُّل التمارين، أو اضطراب وظائف الرئة.
  • الأعراض العصبيّة: مثل اضطرابات النوم، تبدُّل الإدراك، ضِعف الذاكرة، تشوُّش التفكير، صعوبة التركيز، فقدان حاسة الشم أو الذوق.

تدبير متلازِمة ما بعد كوفيد-19

يختلِف العلاج من حالة إلى أُخرى، حيث يَعتمد ذلك على الأعراض والسبب الكامِن وراءها. كما قد يَشمل الإحالة إلى خبراء مختصِّين واستخدام الأدوية، إضافة إلى إعادة التأهيل والراحة المديدة. لكن يجب إعلام المريض أنّ عمليّة التحسُّن قد تَستغرق وقتاً طويلاً.

د. جوني الحداد

طبيب مقيم في اختصاص أمراض العين وجِراحتها، مترجِم، وكاتب محتوى طبّي في عِدّة مواقع إلكترونية.
زر الذهاب إلى الأعلى