آخر الأخبار

هل الفيروسات حيّة ؟

توجد الملايين من الفيروسات التي تحيط بنا من كل مكان. وعلى الرغم من صغر حجمها المقدّر بالميكرون، إلا أنّها أكبر من أن تكون طفيل مجهري بسيط يحتوي على بعض الحزم الخاملة والبسيطة من المواد الجينية. وهي مسؤولة عن مجموعة من الأمراض المألوفة والمميتة في كثير من الأحيان. ولكن، هل الفيروسات حيّة ؟ هذا ما سنعرفه في آخر الأخبار..

هل الفيروسات حيّة ؟

تتكون الفيروسات من DNA أو RNA في غلاف بروتيني، لا يمكنها البقاء على قيد الحياة والتكاثر إلا داخل مضيف حي، والذي يمكن أن يكون أيّ كائن حي على الأرض. هذا يعني أنه لا يوجد شكل من أشكال الحياة آمن من الإصابة بالفيروسات.

منذ اكتشاف الفيروسات لأول مرة في عام 1892 من قبل ديمتري إيفانوفسكي، تحولت أفكارنا حول ماهية هذه الفيروسات من السموم إلى المواد الكيميائية البيولوجية. بعد بضع سنوات من اكتشافهم، أثار العلماء لأول مرة فكرة أن الفيروسات كائنات حية، وإن كانت بسيطة. ويرجع ذلك إلى تسبّبها بـ أمراض عديدة مثل البكتيريا، التي نعرف أنها على قيد الحياة.

ومع ذلك، تفتقر الفيروسات إلى السمات المميزة للكائنات الحية الأخرى. حيث أنها لا تقوم بعمليات التمثيل الغذائي، مثل تكوين جزيء الطاقة ATP. كما أنها لا تحتوي على خلايا وبالتالي الآلية الخلوية اللازمة لصنع البروتينات غير متاحة. 

إن عملية الحياة الوحيدة التي يمر بها الفيروس بشكل مستقل هي التكاثر لعمل نسخ منه. والتي لا يمكن أن تحدث إلا بعد غزو خلايا كائن حي آخر. خارج المضيف، لا يزال بإمكان بعض الفيروسات البقاء على قيد الحياة، اعتمادًا على الظروف البيئية، لكن عادةً ما يكون عمرها الافتراضي أقصر بكثير. هذه الاعتمادية الكاملة للفيروس على المضيف في كل عملياته الحيوية دفعت بعض العلماء إلى اعتبار الفيروسات غير حية.

ومع ذلك، يشير اكتشاف فيروسات عملاقة تمتلك مئات الجينات، إلى  أن الفيروسات أكثر من مجرد حزم بسيطة وخاملة من المواد الجينية. حيث تحتوي بعض هذه الفيروسات العملاقة المسماة mimiviruses على جينات تشارك في عملية التمثيل الغذائي وصنع البروتينات، وجينوماتها أكبر من تلك الموجودة في بعض البكتيريا، فهل هذا يشير إلى أن الفيروسات حيّة؟

في النهاية، قد لا يتفق العلم أبدًا على ما إذا كانت الفيروسات حية أم لا. ولكن كما وصفها العالم ريبيكي أنها على حافة الحياة، وتعتبر تلك أقرب إجابة في الوقت الحالي.

د. رغداء إبراهيم

طبيبة بيطريّة مختصّة بمجال الرقابة الصحيّة على الأغذية، أعمل ككاتبة للمحتوى الطبّي والصحّي، ورئيسة تحرير في أحد المواقع الإلكترونية.
زر الذهاب إلى الأعلى