أسباب وطرق علاج صغر حجم الذكر عند الأطفال (دوائيّ -جراحيّ)

في كثيرٍ من الأحيان قد تقلقُ الأمُّ من صغر حجمِ العضو الذَّكريّ لدى طفلها، حيثُ يبدو ضئيلاً للغاية، إلّا أنّ ذلك طبيعي في معظم الحالات؛ لكن من الممكنِ لـ صغر حجم العضو عند الأطفال أن يكون مشكلةً مرضيّة فعلاً، حيثُ قد يتأثّر نموّه في المرحلةِ الجنينيّة وقبل البلوغِ بهرمون التستوستيرون بشكلٍ رئيسيّ، وبدرجةٍ أقلّ بهرمون النّموّ؛ رُبّما تتساءَلين، كيفَ أعرف أنّ ذكرَ طفلي سليم ؟ وهل يمكنُ علاج صغر حجم الذكر عند الأطفال ؟ لا داعي للقلقِ، ففي هذا المقالِ سوف نجيبكِ عن كلّ هذه التّساؤلاتِ، ونكشف لكِ فيه أبرز الحقائق عن ذكرِ الطّفل. تابعي معنا…

ما هو الطول الطبيعي للعضو الذكري عند الأطفال

يبلغ طول العضوِ الذّكريّ الطَّبيعيّ للطّفل حديث الولادةِ في حالة الشَّدّ من 2.7 سم إلى 4 سم، كما يبلغُ قطره من 0.8 سم إلى 1.2 سم. ويتمُّ قياس قطر وطول العضو الذَّكريّ للطّفل من قبلِ طبيب مختصٍّ عبر شدّ عضو الطِّفل قليلاً إلى الأمام أثناءَ القياس. وتجدر الإشارةُ الى أنَّ العضو الذّكريّ يصبحُ أكبر حجماً وأطولَ مع تجاوز الطِّفل لعمر 10 سنوات ووصولِه سنَّ البلوغ، وذلك نتيجة لازدياد هرمونات الذُّكورة في جسمه.

ما هو صغر حجم الذكر عند الأطفال

تعدُّ مشكلة صغر حجم الذَّكر نادرة، حيث يكونُ حجم القضيب أصغرَ من الحجم الطَّبيعي. بشكل عام، يعتبر القضيب صغيراً إذا كانَ طوله أقلَّ من 9.3 سم للبالغين، وأقلَّ من 1.5 سم للأطفالِ حديثي الولادة. يعتقدُ العديد من الذُّكور أنّهم يمتلكون قضيباً صغير الحجم، إلّا أنَّ طوله في الحقيقةِ يكون ضمن المعدَّل الطّبيعي. وغالباً ما يتمّ تشخيصُ صغر القضيب عند الولادة، حيثُ أنّ امتلاكَ الطّفل قضيباً صغيراً يكونُ نتيجة اضطراباتٍ في هرمون التستوستيرون (المسؤولِ عن ظهور الصّفات الجنسيَّة عند الذّكور)، أو بسببِ اضطرابات أُخرى سنأتي لذكرها لاحقاً.

أعراض صغر حجم الذكر عند الأطفال 

في حين أنَّ كلّ طفلٍ قد يعاني من الأعراضِ بشكلٍ مختلف، إلّا أنَّ العلامة الأكثر شيوعاً هي حجم القضيبِ الذي يقلُّ عن 1.9 سم عندَ التّمدّد برفق، وذلكَ في مرحلة الطُّفولة. وفي بعض الحالاتِ النّادرة، قد ينخفضُ عدد الحيوانات المنويَّة كثيراً، ممّا يؤدِّي إلى العقم. تختلفُ الأعراضُ باختلاف السبب، ولكن عموما يمكنُ علاج صغر حجم الذكر عند الأطفال مهما كان السَّبب.

أسباب صغر حجم الذكر عند الأطفال

يمكن أن يحدثَ صغر القضيبِ بمفرده، إلّا أنّه غالباً ما يتزامَنُ مع اضطرابات أخرى، إليكِ أهمّها:

• نقص هرمون النمو: المسؤول عن نموِّ أعضاء الطِّفل المختلفةِ، ولا سيّما التَّناسليّة منها.
• أسباب دوائية: هنالِك بعض الأدويةِ التي تحتوي على الأستروجين، قد تعيقُ نموّ ذكر الطّفل بشكلٍ طبيعيّ إذا تمَّ تناولها خلالَ فترة الحمل.
• السمنة والبدانَة: حيث يبدو العضوُ الذّكريّ أقلّ وضوحَاً بسبب الدّهون المحيطةِ به. ويطلَقُ عليه حينئذٍ “القضيبُ المدفون”، لكن في الواقع يكونُ حجمه طبيعيّاً.
• قصورُ الغدد التّناسليّة: هي السَّبب الأكثر شيوعاً لـ صغر حجم العضو عند الأطفال ، وتحدثُ هذه الحالةُ عندما لا يفرز الوطاءُ (جزء من الدِّماغ) هرمونَ التستوستيرون.
• أسباب وراثية: قد تلعبُ الوراثة أيضاً دوراً في صغر حجم العضو عند الأطفال ، فـ على سبيلِ المثال، قد تحدثُ اضطراباتٌ في المورِّثات، ممّا يسبّب تشوّهاتٍ خلقيّة في الأعضاء التّناسليّة.
• نقص هرمون التستوستيرون: يمكن أن يحصلَ نقص في هرمون التستوستيرون عندما لا ينتجُ الجنين الذَّكر ما يكفي مِنه، أو إذا لم تنتجُ الأمّ ما يكفي من هرمون تفرزهُ المشيمة، ويُسمّى: (موجّهة الغددِ التّناسليّة المشيميّة البشريَّة) أثناء الحملِ، والذي يحفّز إفرازَ التستوستيرون عندَ الجنين. من جهةٍ أخرى، قد ينخفضُ التستوستيرون عند الطِّفل بعد الولادة، بسببِ اضطراب في الخصيتينِ، أو الغدّة النُّخاميّة.

تشخيص صغر حجم الذكر عند الأطفال

في البدايةِ، سيسألكِ الطّبيبُ عن أعراض طفلكِ وتاريخه الصّحيِّ، وقد يسألُ أيضاً عن التّاريخ الطّبّيّ لعائلتكِ. بعد ذلك يقوم بشدِّ القضيب بلطفٍ ثمّ يجري قياسَاً باستخدامِ المسطرة.

إذا كان قضيبُ المولود صغيراً بشكل غيرِ طبيعيّ، فقد يقومُ الطّبيب ببعض الفحوصاتِ الأخرى لمعرفةِ سبب وطريقة علاج صغر حجم الذكر عند الأطفال ، بما في ذلك:

الفحص الجسديُّ: إلى جانِب قياسِ طول القضيبِ، يقوم الطّبيب بفحصٍ جسديّ عامّ للطفلِ، للبحث عن علاماتٍ للشّذوذ الهرمونيِّ. وكذلك للتّحقّقِ من وجود علاماتٍ أخرى مثل وساداتٍ دهنيّة أو أورامٍ غير عاديّة.

اختبارات الدم: يمكن أن تساعدَ الطّبيب في معرفةِ مستوى هرموناتِ الطّفل، وبالتّالي معرفَةُ سبب المشكلة؛ بالإضافةِ إلى ذلك، يمكنُ للأطبّاء أيضاً إجراء اختبارات جينيةٍ، من أجل تحديدِ الجنس البيولوجيّ للطِّفل، لأنّه في حالاتٍ نادرة، يمكنُ أن يكون الطّفلُ ثنائيّ الجنسِ، أو لديه شذوذٌ في مورّثاته.

فحوصات التصوير: قد يستخدمُ الطّبيب اختباراتِ التّصوير، مثل الموجاتِ فوق الصّوتيَّة للحوض، أو التَّصوير بالرّنين المغناطيسيّ لرؤيةِ الأعضاء التّناسليَّة والمنطقة المحيطةِ بها بشكلٍ جيّد.

علاج صغر حجم الذكر عند الأطفال

إذاً، وبعد أن قدّمنا لكِ أعلاه أسبابَ وأعراض صغر حجم الذَّكر عند الطِّفل. سنُطلعكِ في ما يلي على علاج صغر حجم الذكر عند الأطفال . حيث يعتمد العلاجُ على سببِ الحالة، ويختلف من طفلٍ لآخر. ويقسَمُ إلى علاجٍ دوائيّ وجراحيٍّ كما يلي :

علاج صغر حجم الذكر عند الأطفال الدوائي

في الكثيرِ من الحالات، يكونُ نقص هرمونِ التستوستيرون سبباً رئيسيّاً في صغر القضيب، لذلكَ يتمّ علاج صغر حجم الذكر عند الأطفال بإعطاءِ هذا الهرمون حقناً عضليّاً، فقد أثبتَت الدِّراسات أنّ علاجَ التستوستيرون فعّال بشكلٍ جيّد في علاج صغر حجم الأعضاء التناسلية عند الأطفال . حيث أعطى نتائِجَ إيجابيّة أدَّت إلى زيادة كافيةٍ في أحجام القضيبِ للوصول إلى الطّول الطَّبيعي حسب العمرِ. عادةً ما تُعطى تلك الحقنةُ كلّ 4 أسابيع، لكن بعدَ استشارة الطَّبيب؛ إذ يمكن أن يؤدّي سوءَ الاستخدام إلى آثارٍ جانبيّة خطيرةٍ. كما يوصَفُ للأطفال الذين يعانونَ من تأخُّر البلوغ البنيويّ، حيث يساعدُ هرمون التستوستيرون بجرعاتٍ منخفضة على بدء حدوثِ البلوغ.

علاج صغر حجم الذكر عند الأطفال الجراحي

في حالِ فشل العلاج الدوائيّ، يتمّ اللجوء إلى علاج صغر حجم الذكر عند الأطفال جراحيّاً. وذلك من خلالِ عمليّة تُسمّى رأبَ العضو الذّكريّ، التي تعتبر نوعاً من أنواع جراحاتِ القضيب ضمن عمليات الذكورة، وتهدفُ إلى علاج صغر حجم الأعضاء التناسلية عند الأطفال والبالغينَ أيضاً، بالتالي تمنحُ الطّفل أو الشّاب قضيباً جذّاباً، حجمه مناسبٌ لممارسةِ الجنس. كما تعتبر خياراً جراحيّاً شائعاً للأشخاص المتحوّلين جنسيّاً، وتستخدم أيضاً لإعادة بناء القضيب في حالاتِ الرضوح، السّرطانات أو العيوبِ الخلقيّة. وهي إجراء غير شائع عند الأطفال ويفضّل إجراؤها عند الوصول إلى مرحلة البلوغ.

تحضير الطفل لـ علاج صغر حجم الذكر عند الأطفال الجراحي

قبل إجراء العمليَّة، يسألُ الطّبيب عن تاريخ الطِّفل الطّبي، ثمّ يجري له فحصاً جسديّاً شاملاً لتقييم صِحّته العامّة. كما يفحص أعضاءَه التّناسليّة بدقّة، للتأكُّد من أنَّ العمليّة تناسبه.

كيفية إجراء عملية علاج صغر حجم الذكر عند الأطفال

بعد دخول المريضِ إلى غرفة العمليَّات، يقومُ الفريق الطّبّيّ المتخصِّص بـ تعقيم المنطقة التَّناسليّة بشكلٍ جيّد. يقوم بإجراء العملية جرَّاح مسالك بوليّة، حيث يزيل شريحةً من: جلد أحدِ الأطراف، الظّهرِ أو البطن، بعد إزالة الشَّعر منها، بعد ذلكَ يحوّلها إلى شكلٍ أنبوبيّ يتناسبُ مع شكل وحجمِ قضيب الطّفل، ثمّ يضعُها على القضيب، ويقومُ بخياطتها معه. تستغرقُ هذه العمليّةُ حواليّ ساعة – ساعة ونصف. بعد الانتهاءِ من العمليّة، يتمُّ تركيب قسطرةِ بوليّة لجمع البول.

مضاعفات علاج صغر حجم الذكر عند الأطفال الجراحي

يعاني الكثيرُ من الذّكور من مضاعفاتٍ عدّة بعدَ عمليّة علاج صغر حجم الذكر عند الأطفال ، لكن تقلُّ خطورتها كلّما تمّ اكتشافُها في وقتٍ أبكر. وتتضمّن هذه المضاعفاتُ ما يلي :

• تندّب الجلدِ أو احمراره.
• عدوى في مَجرى البول.
• ألم أو نزيفٌ في الحوض.
• تموّت قطعة الجلدِ المزروعة.
• تخرّب الجرح (تمزُّق على طول الشِّقّ الجراحيّ).
• الحكّة، التورّم، الكَدمات، دمٌ في البول، الغثيان، والإمساكُ، جميعها طبيعيّةٌ في الأسابيع القليلةِ الأولى بعد العملِ الجراحيّ.

نصائح بعد علاج صغر حجم الذكر عند الأطفال

إليكِ بعض النصائح والإرشادات التي عليك اتّباعها لطفلك بعد علاج صغر حجم الذكر عند الأطفال الجراحي :

• لا تضعي الثّلجَ على المنطقةِ التّناسليّة.
• تجنّبي الضّغطَ على العضو الذّكريّ لطفلكِ.
• حافظي على الشّقوقِ الجّراحيّة نظيفةً وجافّة.
• أفرغي كيسَ البول ثلاث مرّاتٍ على الأقلّ يوميّاً.
• لا تسحبي القسطرةَ من مكانِها، فقد يؤدّي ذلكَ إلى تلفِ المثانة.

نتائِج وتوقّعات العلاج على المدى البعيد

قد لا تثمر عملية علاج صغر حجم الذكر عند الأطفال بنتائج جيّدة على الطفل. كما قد لاتعطي والدي الطفل الرضا عن طول الذكر عند طفلهم؛ في حال نجاح العملية سيكون الطفل قادِراً على ممارسة الجنس بشكل جيّد عند وصوله لمرحلة البلوغ، حيث تكون عملية القذف والانتصاب سليمة تماماً.

الحياة الجنسيّة المستقبلية بعد العلاج

في الحقيقة، لا تقتصر نتائج هذه العملية على علاج صغر حجم الذكر عند الأطفال فقط، بل تمتد تأثيراتها إلى مرحلة الشباب، حيث أنها تمكن الشاب من إقامة علاقة جنسية سليمة، خالية من القلق بشأن حجم العضو، فقد أشارت الإحصائيّات إلى أن معظم الشباب الذين خضعوا لهذه الجراحة في مرحلة الطفولة استطاعوا القيام بالجماع بشكل فعّال، حيث كانت خصوبتهم طبيعية،  مما منحهم الرضا التام عن العلاقة الجنسية.

العواقب السلبية لصغر حجم الذكر عند الأطفال الغير مُعالج

في الواقع، إن عدم علاج صغر حجم الذكر عند الأطفال ينجم عنه العديد من النتائج السلبية، لا سيما عند وصول الطفل إلى سن البلوغ، حينها سيشعر بالإحراج والقلق بشأن هذا الأمر، وعندما يصبح رجلاً ويقدم على الزواج ستتضاعَف معاناتَه، حيث يشعر بأن قضيبه أصغر مما ينبغي، وأنه لن يكون قادراً على إرضاء زوجته في السرير؛ وهذا ما قد يدمّر ثقته بنفسه، ويؤثّر سلباً على حياته الاجتماعيّة؛ من جهة أخرى، قد يسبّب صغر العضو الذكري قلّة عدد الحيوانات المنويّة، ممّا يؤدّي إلى انخفاض الخصوبة أو العقم.

لذلك لا بدّ من مراقبة نموّ أعضاء طفلك بشكل مستمرّ، ولاسيما التناسليّة، فلا يجب إهمال علاج أيّ مشكلة عنده، لأن علاجها في مرحلة الطفولة غالبا سيكون أفضل.