آخر الأخبار

لماذا لم تطرح جنوب إفريقيا لقاح فيروس كورونا بعد ؟

تشكِّل الإصابات بفيروس كوفيد- 19 في دولة جنوب إفريقيا أكثر من ثلث الإصابات المسجَّلة في القارَّة السمراء؛ كما تَتزايَد هذهِ الأرقام مع ظهور نوع جديد من الفيروس، على عكس بعض البلدان الأُخرى المتضرِّرة بشِدّة؛ و على الرغم من استِضافَتها تجربة لقاح أكسفورد أسترازينيكا العام الماضي؛ فإنّ جنوب إفريقيا لم تبدأ بعد بـ برنامج التطعيم والتلقيح الخاص بها؛ سنلقي الضوء فيما يلي عن آخر الأخبار المتعلّقة بهذا الموضوع.

هل حصلت جنوب إفريقيا على لقاحات كوفيد ؟

قال الرئيس سيريل رامافوزا أنّ جنوب إفريقيا أمَّنت حتى الآن عشرين مليون جرعة؛ ومن المقرَّر تسليمها في النصف الأوّل من العام الحالي. لكن لا يوجد برنامج أو جدول زمني مفصَّل لتطعيم ما يصِل إلى أربعين مليون شخص.

كيف تنوي جنوب إفريقيا الحصول على اللقاح ؟

تسعى الحكومة للحصول على اللقاحات عبر ثلاث طرق:

1. مخطّط كوفاكس المدعوم من منظَّمة الصحة العالمية

كوفاكس هي مبادَرة عالميّة تَجمَع فيها البلدان مواردها لدعْم تطوير اللقاحات بهدف ضمان الحصول على إمدادات عادِلة للجميع؛ ستحصُل من خلالها جنوب إفريقيا على جرعات تكفي 10% من السكان، حيث ستَتلقَّى هذه الجرعات بين شهري نيسان وحزيران.

2. الاتّحاد الإفريقي

شكَّل الاتّحاد الإفريقي العام الماضي فريق عَمَل لتزويد القارَّة باللقاح، لكن يبدو أنّه لن يكون متاحاً قبل عِدّة أشهر أخرى.

3. عقود ثنائية مع مُصَنِّعي اللقاحات

أبرَمت وزارة الصحّة صفقة ثنائيّة مع معهَد مَصْل الهند، وهو أكبر مُصَنِّع لقاحات في العالَم، للحصول على 1.5 مليون جرعة؛ وتَتوقَّع أن تصِل الدفعة الأولى المكوَّنة من مليون جرعة من لقاح أوكسفورد أسترازينيكا بنهاية هذا الشهر؛ على أن تّتلقَّى الباقي في شهر شباط. تريد الدولة تطعيم عاملي الرعاية الصحّية أوّلاً، لكن مع عددهم البالغ 1.2 مليون، لن تكون الدفعة الأولى كافية.

هل يمكِن لجنوب إفريقيا استيراد اللقاح بوقت أقرب ؟

هنالِك قَلَق من تخلُّف البلدان الفقيرة عن المنافَسة لتأمين اللقاح. لكن لا ينبغي لجنوب إفريقيا أن تكون في هذا الموقِف، باعتبارها أغنى دولة إفريقية. يقول منتدى الصحّة المتقدِّمة، المؤلَّف من مجموعة من الخبراء الطبّيّين الرائدِين في الدولة: “جنوب إفريقيا لا تملِك إمدادات لقاح مضمونة، ولا خطّة للتلقيح الجماعي في المستقبَل القريب”.

كما دعا “التحالُف الديمقراطي المعارِض” الحكومة إلى تقديم تفاصيل كاملة عن مفاوضاتها مع مورِّدي اللقاح، متّهِماً إيّاها بارتكاب خطأ كبير. حيث يدَّعي أنّ الحكومة تحدَّثت إلى مورِّدي اللقاحات فقط منذ أوائل كانون الثاني.

بماذا تَردّ الحكومة على المعارضين ؟

أكّد الطبيب أنبان بيلاي، نائب المدير العام في وزارة الصحة، أن البلاد تواصَلت مع المصنِّعين منذ أيلول الماضي. وصرَّح بأنّ اللقاحات التي اشترتها معظَم الدول الأخرى غير ملائمة لجنوب إفريقيا، حيث أنّ لقاح بفيزر- بيونتيك غير مناسب للتلقيح الشامِل. خاصة في المناطق النائية، نظراً لمتطلَّبات التخزين التي تبلُغ 70 درجة مئوية تحت الصفر.

وقال “كنّا ننتظِر اللقاحات الأُخرى التي يمكِن استخدامها بحملة واسعة النطاق، لكنها لم تكن قد وصَلت مرحلة الإنتاج بعد”. كما تحدَّث عن أنّ بعض البلدان مضت قدُماً باعتماد بعض اللقاحات دون استكمال بيانات التجارب السريريّة. والتي لن تَسمح بها الجهات المنظِّمة في جنوب إفريقيا.

ماذا فعلت الدول الأُخرى ؟

وقَّعت الدول الغنيّة مِثل المملكة المتحدة صفقات للقاحات محتمَلة منذ تمّوز الماضي، بينما كانت ما تزال قَيْد التجريب والتطوير؛ كما استضافت بعض البلدان مِثل البرازيل والمكسيك تجارِب اللقاحات كوسيلة لتأمين الإمدادات.


د. جوني الحداد

طبيب مقيم في اختصاص أمراض العين وجِراحتها، مترجِم، وكاتب محتوى طبّي في عِدّة مواقع إلكترونية.
زر الذهاب إلى الأعلى