آخر الأخبار

الفصام، ثاني أكبر عامل خطر للوفاة بـ كوفيد-19

على الرغم من أنّ المعلومات المتعلقة بمرض كوفيد-19 باتت بديهية، إلا أنّه لا يزال يفاجئنا بغير المتوقع! فبعد أن أصبحت عوامل الخطورة للإصابة والوفاة بفيروس كورونا مُثبتة ومعروفة ولا تخفى على أحد. كالتقدم بالعمر، و الأمراض المزمنة، السمنة.. ظهرت دراسة جديدة تضيف عامل خطر جديد ومهدّد للحياة وهو الفصام، ليكون ثاني أكبر عامل خطر للوفاة بـ كوفيد-19 ! تابع معنا آخر الأخبار

كيف تمت الدراسة ؟

قسّمت الدراسة المرضى النفسيين إلى ثلاث فئات (مرضى فصام، مرضى اضطرابات المزاج، مرضى اضطرابات القلق) وجميعهم أصيبوا بكوفيد-19، وقارنوهم مع مرضى كوفيد-19 غير مصابين بأي اضطراب نفسي، و بعد تعديل النتائج التي توصلوا إليها حسب التقدم بالعمر والسكري…  بيّنت الدراسة بالإحصاءات أنه لايوجد علاقة بين القلق واضطرابات المزاج وبين الوفاة بكوفيد-19، على عكس ذلك عند مرضى الفصام؛ حيث كانوا عرضة للوفاة بكوفيد-19 أكثر بحوالي 2.7 مرة مقارنة بمن لايعاني من الاضطراب.

كيف أثبتت الدراسة أن الفصام، ثاني أكبر عامل خطر للوفاة بـ كوفيد-19 ؟

أظهرت الإحصائيات أنّ المرضى الذين تتراوح أعمارهم ما بين 45 و 54 عامًا هم أكثر عرضة للوفاة بكوفيد-19 بمقدار 3.9 مرة مقارنة بالمرضى الأصغر سناً، بغض النظر عمّا إذا كان لديهم اضطراب نفسي. أمّا المرضى الذين يعانون من قصور قلبي أو السكري فهم أكثر عرضة للوفاة بكوفيد-19 بمقدار 1.65 مرة و 1.28 مرة على التوالي. وكما ذكرنا سابقاً؛ أنّ مرضى الفصام كانوا عرضة للوفاة بكوفيد-19 أكثر بحوالي 2.7 مرة مقارنة مع الأشخاص السليمين. ومنه نجد أن الفصام، ثاني أكبر عامل خطر للوفاة بـ كوفيد-19 !

ماتفسير نتائج هذه الدراسة؟

إن كون هذه المعلومات ناتجة من دراسة، وليست دليل علمي قاطع مثبت؛ فنتائجها تؤول للتحليل والتفسير من قبل الأطباء والباحثين الذين اهتموا بهذه الدراسة وقالوا “دراسة مفاجئة على رغم أنها تبدو منطقية” وذلك لعدة أسباب؛ حيث عزا البعض ذلك إلى أنّ مرضى الفصام في الأصل يموتون قبل أقرانهم السليمين بسبب أمراض رئوية أو فيروسية. وقال آخرون أن مرضى الفصام يعانون من سلوكيات مهدّدة للحياة مرتبطة بمرضهم كالسمنة والتدخين. وأضاف أحد الباحثين ان أدوية الفصام بذاتها قد تسبب تثبيطاً لجهاز المناعة مما يجعلهم أكثر عرضة للأمراض. علاوة على أن مرض انفصام الشخصية مرتبط بتفعيل جهاز المناعة وإطلاق السيتوكينات وهو أحد الأسباب المثبتة للوفاة بكوفيد-19.

اقرأ أيضاً >> الدمار الناتج عن فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) يزيد الطلب على عمليات زراعة الرئة.

نقاط ضعف الدراسة

لاتزال الدراسة مستحدثة وموضع شك، فهي بحاجة للعديد من الأدلّة لتأكيد صحّتها بسبب :

  • قلّة عدد مرضى الفصام الذين تمّت الدراسة عليهم.
  • وجود نقص في المعلومات حول أدوية هؤلاء المرضى.
  • الدراسة تمت في نيويورك عند ذروة تفشّي المرض وذروة الوفيات ممّا قد يجعل نتائجها غير واقعية.

د. ليلاس الماضي

صيدلانية من سوريا، أدرس ماجستير إدارة الأعمال في الجامعة الافتراضية السورية. كاتبة محتوى طبّي في موقع صحّتي وأسعى لمنح المعلومة الطبيّة الصحيحة بعيداً عن الخرافات.
زر الذهاب إلى الأعلى