آخر الأخبار

الرابط الذي يجمع النظام الغذائي، ميكروبات الأمعاء، والصحّة

هل سمعت من قبل مقولة “مظهرك الخارجي يعكس ماتأكله “؟ قد تبدو الجملة غريبة بعض الشيء ولكنها في غاية الدقّة، حيث تبدأ جميع الأمراض التي يُصاب بها الجسم من المعدة وذلك لارتباط الطعام الذي تتناوله بطبيعة الكائنات الدقيقة الموجودة بالأمعاء؛ وبالتالي صحة الجسم بشكل عام. ما هي العلاقة التي تربط ما بين النظام الغذائي، ميكروبات الأمعاء، والصحّة العامّة؛ هذا ما سنتعرف عليه في آخر الأخبار عن هذا الموضوع، تابع معنا..

علاقة ميكروبات الأمعاء بوظائف الجسم الحيوية

تُعرَّف ميكروبات الأمعاء (GM) على أنها مجتمع الكائنات الدقيقة (البكتيريا، العتائق، الفطريات، الفيروسات). التي تستعمر الجهاز الهضمي، تنّظّم مسارات التمثيل الغذائي المختلفة في الجسم. بما في ذلك تلك التي تشارك في إنتاج الطاقة، استقلاب الجلوكوز والدهون وكذلك استقلاب حمض الصفراء. لذلك قد يؤدي الخلل في توازن بكتيريا الأمعاء إلى الإصابة بالعديد من الأمراض المختلفة مثل: 

  • مرض السكري.
  • متلازمة التمثيل الغذائي.
  • مرض التهاب الأمعاء.
  • الاضطرابات العصبية والنفسية.
  • أمراض القلب والأوعية الدموية.
  • الإصابة ببعض الاضطرابات الهضمية.

كما كشفت بعض الأبحاث الحديثة عن وجود علاقة ما بين بكتيريا الأمعاء وشدة COVID-19. حيث يعتقد مؤلفو تلك الدراسة بأن البكتيريا قد تساعد في تحديد قابلية الشخص للإصابة بالمرض من خلال تأثيرها على الجهاز المناعي.

علاقة النظام الغذائي بميكروبات الأمعاء

يعتبر النظام الغذائي أحد العوامل الرئيسية التي تتحكم في نوع ميكروبات الأمعاء سواء النافعة أو الضارة. فأنت لا تغذّي جسمك فقط وإنما تغذّي عالم هائل من الميكروبات داخل معدتك.

فمثلًا في حالات الأشخاص الذين يتناولون نظام غذائي يحتوي على الأطعمة النباتية والأطعمة الحيوانية الصحية، مثل الأسماك الزيتية، كانت لديهم مستويات عالية من الميكروبات النافعة في الأمعاء والتي تساعد على تعزيز صحة الجسم بأكمله.

علاقة النظام الغذائي بالصحة العامة

وجدت الدراسات أن هنالِك صلة وثيقة بين تناول بعض الأطعمة ونموّ نوع معين من البكتيريا النافعة وبين تحسُّن مجموعة واسعة من المؤشرات الحيوية التي تعكس صحة القلب والأوعية الدموية وصحة التمثيل الغذائي، بما في ذلك مستويات الدم من الجلوكوز والدهون وعلامات الالتهاب، والتي تعتبر بمثابة دليل واضح على صحّة الجسم الجيدة.

كيف يمكن تحفيز ميكروبات الأمعاء النافعة

توجد العديد من الطرق العلمية التي يمكنها تحسين البيئة البكتيريه الموجودة بالأمعاء، نذكر منها:

1. تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة

تحتوي الأمعاء على المئات من أنواع البكتيريا المختلفة التي تلعب كلًا منها دورًا في صحة الجسم، لذلك يجب تلبية احتياجات كل نوع من البكتيريا عن طريق تناول الأطعمة الصحية المختلفة.

2. تناول الكثير من الخضار والبقوليات والفواكه

تحتوي العديد من الفواكه والخضروات كالتفاح، الخرشوف والتوت على نسبة عالية من الألياف التي تعزّز نمو بكتيريا الأمعاء المفيدة.

3. تناول الأطعمة المخمّرة

يمكن للأطعمة المخمّرة، وخاصةً الزبادي الطبيعي، أن تفيد ميكروبات الامعاء من خلال تعزيز وظيفتها، وتقليل كمية البكتيريا المسببة للأمراض في الأمعاء.

4. تجنب الإفراط في تناول المحلّيات الصناعية

فقد تؤثر المحليات الصناعية سلبًا على مستويات السكر في الدم بسبب تأثيرها على بكتيريا الأمعاء.

5. تناول الحبوب الكاملة

تحتوي الحبوب الكاملة على كربوهيدرات غير قابلة للهضم يمكن أن تعزّز نمو البكتيريا المفيدة داخل الأمعاء، وقد تؤدي هذه التغييرات في فلورا الأمعاء إلى تحسين الصحّة الأيضية.

ممّا سبق تتضح العلاقة أو الرابط الذي يجمع النظام الغذائي، ميكروبات الأمعاء، والصحّة وكما قال رسول الله (صلّى الله عليهِ وسلًّم) المعدة هي بيت الداء، لذلك انتقِ طعامك بعناية إذا كنت ترغب في حياة صحية خالية من الأمراض.

د. رغداء إبراهيم

طبيبة بيطريّة مختصّة بمجال الرقابة الصحيّة على الأغذية، أعمل ككاتبة للمحتوى الطبّي والصحّي، ورئيسة تحرير في أحد المواقع الإلكترونية.
زر الذهاب إلى الأعلى