آخر الأخبار

أوكسفورد تطرح بحث جديد فيما يخصّ مقاومة المضادّات الحيوية

يظن الغالبية أنَ عام 2020 هو العام الأكثر كارثيَة وأنَ وباء كورونا أعظم خطر مرَ على الانسانيَة متحرَقين شوقاً للخلاص. فما ردُة فعلك إذا أخبرتك أنَه قد يكون هنالِك أخبار أخرى عن خطر أعظم؟! السُوبر باغ أو ما يسمَى بالجراثيم الخارقة التي تقود الوباء الصامت منذ عدة سنوات، تزايدت قوتها وعددها، وأصبحت مقاومة المضادات الحيوية خطر محدّق يلوح في الأفق. الباحثين في جامعة أكسفورد لم يغب عن ذهنهم أهميّة ذلك ويعملون على إنشاء معهد (Ineos Oxford Institute) المخصّص للبحث في مقاومة المضادات الحيوية بالتعاون مع أكبر شركات التصنيع Ineos التي موَلتها بما يقارب 100 مليون جنيه إسترليني.

يعود أول اكتشاف لصاد حيوي إلى فليمنغ الذي أهمل رغيف خبز في مكتبه وعاد من العطلة ليكتشف البنسلين في عام 1928، وفجَر ثورة علمية حينها نقلت الطب إلى مستوى آخر تماماً وتوالت اكتشافات الصادّات في القرن الماضي، حيث اكتشفت غالبيَة المجموعات حتى عام 1984 وما بعدها فهو تحديث لأصناف من نفس المجموعات.

أسباب مقاومة المضادّات الحيوية

تقدر الوفيَات السنوية حاليا ب 1.5 مليون وفاة بسبب مقاومة المضادات الحيوية ومن المتوقع أن تصل ل 10 ملايين في عام 2050 ويعدُ هذا الرقم خطير وكبير جداً. ولتشعر بمقدار الخطر المحدّق لـ مقاومة المضادات الحيوية بإمكانك أن تتخيَل أن التهاب البلعوم أو التهاب مجاري بولية تظنُه عاديَا سيتسبب بوفاتك!

و من أهم أسباب تطوُر المقاومة:

1.    قلّة النظافة.

2.    المرضى الذين  لا ينهون علاجهم الموصوف.

3.    عدم وجود مضادّات حيوية جديدة يجري تطويرها.

4.    ضعف السيطرة على العدوى في المستشفيات أو العيادات.

5.    و الأهم الإفراط في وصفها خصوصاً للحالات التي لا تستدعي ذلك فمثلاً أغلب أسباب التهاب البلعوم فيروسية إلّا أن المرضى يتناولون الصادات و هي لا تسبب أي شيء للفيروسات.

صعوبة إيجاد مضادات حيوية جديدة

بعد هذا الكلام قد يخطر ببال أحدنا : لماذا لا يتم اكتشاف مضادت حيوية جديدة و نتخلص من هذا الخطر؟

يبدو السؤال منطقياً بالتأكيد ولكن الإجابة وتطبيق ذلك في غاية الصعوبة للأسباب التالية:

  • في البداية يجب إيجاد المادّة القاتلة للبكتريا، يتم فحص آلاف الاحتمالات – وهي عملية في حد ذاتها يمكن أن تستغرق سنوات.
  • ثم يتم اختبارها على الجراثيم المُعدية المعروفة. وفي حال كانت النتائج واعدة تأتي الخطوة الثالثة.
  •  يجب اختبار سميّتها على البشر.
  • العثور على مرشح لاختبار فعاليتها ومعرفة الآثار الجانبية.
  • عندها فقط يمكن أن تبدأ سنوات التجارب السريرية.

وبذلك يكون مجموع الزمن من الاكتشاف حتى السماح باستخدامها من 10-20 عام.

ولا ننسى الفكرة الأهمّ ألا وهي أنّ هذا المجال لا يجذب استثمار الشركات ولا التمويل.

وهنا تأتي أهميَة ما تقوم به جامعة أكسفورد حيث أنَها قد تصبح مُنقذة العالم مرّة أخرى بعدما قامت بتطوير لقاح للكورونا ما أدَى لزيادة نسبة موثوقيَتها لدى العالم أجمع وأظهر أهميَة ما تقوم به من أبحاث.

و يبقى السؤال من سينتصر في الصراع الدائم بين البشر و الطبيعة!!



د. مقداد بسام

طبيب عام، لدي شغف في الكتابة العلمية والأدبية والعمل على توصيل المعلومات الأجنبيَة الموثَقة إلى كل المجتمع العربي باللغة البسيطة المفهومة؛ للنهوض به وإزالة الخرافات العلمية المنتشرة.
زر الذهاب إلى الأعلى