آخر الأخبار

إضافة الليوثيرونين لعلاج قصور الغدة الدرقية لايزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي

يعَدّ الليفوثيروكسين العلاج النموذجي لقصور الغدّة الدرقية، وعلى الرغم من أنّه يَرفع مستويات الثيروكسين، إلاّ أنه قد يخفِّض ثلاثي يودوثيرونين. ولتعويض هذا الانخفاض، أضاف بعض الأطباء الليوثيرونين إلى الليفوثيروكسين تحت ما يسمّى “العلاج المركَّب”. إلا أن دراسة طويلة الأمد أجريت في اسكتلندا، أظهَرت زيادة كبيرة بخطر تطوُّر سرطان الثدي عند استخدام هذا العلاج. ممّا أثار بعض المخاوِف؛ تابع معنا آخرالأخبار

موجَز الدراسة الحالية

لا يظهِر مركَّب الليوثيرونين مع الليفوثيروكسين لعلاج قصور الغدة الدرقية أي دليل على ازدياد خطر الإصابة بسرطان الثدي. على عكس المخاوِف التي أثيرت في بعض التجارِب السابقة.

حيث تقول الباحثة تيريزا بلانك، الحاصلة على دكتوراه في الطب، مستشفى سكين الجامعي، مالمو، السويد: “لم نلاحِظ أيّة زيادة بحالات الإصابة أو الوفاة بسرطان الثدي بين الأفراد الذين يستخدِمون العلاج المركَّب. كما لم ترتفِع حالات الإصابة أو الوفاة لأيّ سرطان أو سبب آخر.”

أسباب إجراء الدراسة

تَشرح بلانك: “يزداد عدد المرضى الذين يطلبون من أطبائهم وَصْف العلاج المركَّب لهم. لذلك فإن مسألة ما إذا كان هذا العلاج سيسبِّب أيّ ضرر هو أمر بالِغ الأهمية.”

كما أجابت الطبيبة كارولين تي نغوين من قسم أمراض الغدد، السكّري والاستقلاب، مركز كيك الطبّي، لوس أنجلوس؛ عند سؤالِها عن الدراسة: “كانت نتائج الدراسات السابقة مثيرة للقلق، لأنّها اقترَحت ارتباط ثلاثي يودوثيرونين مع سرطان الثدي والوفيّات المرتبِطة به؛ حيث كانت هناك أدلّة ضعيفة على وجود تأثير محتمَل للهرمون الدرقي على مستقبِلات الإستروجين.”

وأكَّدت بأنّ “نتائج هذا البحث توفِّر بعض الطمأنينة، خاصة مع زيادة استخدام ثلاثي يودوثيرونين.”

تفاصيل الدراسة

أجرِيت دراسة كبيرة طويلة الأمد، استخدَمت فيها بلانك وزملاؤها بيانات سكّان السويد البالغين؛ وحدَّدوا 575461 فرداً قاموا على الأقل بثلاث عمليات شراء للعلاج بالهرمون الدرقي بين شهريّ تمّوز لعام 2005، وكانون الثاني لعام 2017؛ ولم يكن لديهم أي إصابة سابقة بسرطان الثدي في وقت وَصْفتهم الأولى.

نتائج الدراسة

على مدى متابَعة مطوَّلة بمتوسِّط 8.1 سنوات؛ لم تظهَر أيّ زيادة ملحوظة بخطر تطوُّر سرطان الثدي بين النساء اللواتي عولِجن بالعلاج المركَّب مقارَنة باللواتي استخدَمن الليفوثيروكسين لوحده. كما أظهَر التقييم الإضافي عدم ارتفاع خطر حدوث أيّ سرطان عند النساء والرجال الذين عولِجوا بالليوثيرونين. وفي الحالات محدَّدة الجرعة، كان لليوثيرونين تأثير وقائي من الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب، ووفيات أيّ نوع من الأورام أيضا.

مع ذلك، صرَّحت الباحثة بلانك بأنّ الآثار المترتِّبة على هذه النتائج الأخيرة ما زالت غير مؤكَّدة؛ لكنّها شدَّدت على أنّ “بياناتنا تقدِّم أدلّة مطَمْئنة فيما يتعلَّق بخطر الإصابة بالسرطان والوفاة.” وأشارت: “نعتقِد أن البيانات المتعلِّقة بانخفاض معدَّل الوفيات تحتاج التفسير بحَذَر، حيث لاحَظْنا هذه الاختلافات فقط في النماذج محدَّدة الجرعة.”

هل ما زال العلاج بالليوثيرونين تجريبياً ؟

على الرغم من الزيادة الهائلة في وَصْف الليوثيرونين في السنوات الأخيرة؛ فإنّ ما يصِل إلى خمس مراجَعات منهجيّة لم تظهِر تفوُّقاً للعلاج المركَّب على الليفوثيروكسين لوحده؛ سواء من حيث أعراض قصور الغدة الدرقية، أو من حيث نوعيّة الحياة. نتيجةً لذلك، لا تزال العديد من التوجيهات الدولية تعتبِر العلاج المركَّب تجريبياً.

د. جوني الحداد

طبيب مقيم في اختصاص أمراض العين وجِراحتها، مترجِم، وكاتب محتوى طبّي في عِدّة مواقع إلكترونية.
زر الذهاب إلى الأعلى