الفحوص و التحاليل المطلوبة لمعرفة سبب ضعف الانتصاب وعلاجه

يلاحظُ أطبّاء واستشاريو الأمراضِ الجنسيّة أنّهُ عوضاً عن اللّجوء إلى التحاليل المطلوبة لمعرفة سبب ضعف الانتصاب بالضّبط، يتّجه العديد من الرّجال إلى العلاجات الدوائية فوراً. هذا أمرٌ خاطئٌ بالطّبع، فالهدف من هذه التّحاليل ليس فقطْ علاج عسرِ الانتصاب، بلْ كشف الأمراض الخفيّة وراءَه والتي قدْ تحمل أخطاراً على كافّة النواحي الصِّحيّة للرجل. هذا بالإضافة إلى الآثار الجانبيّة السّلبية للأدوية المضادّة للضعف الجنسي كحبوب الفياغرا وحُقَن القضيب إنْ قرّر الرجال تناولها من دون طلبِ المشورة الطبية.

ما هو ضعف الانتصاب

يُعرَّف ضعف الانتصاب؛ ويدعى أيضا بعسرِ الانتصاب أو بالضعف الجنسي؛ بعدمِ القدرة على تحقيقِ الرجلِ للانتصاب أو الاحتفاظ به زمناً كافياً للقيام بالإيلاج ضمن المهبل وإرضاء الرّغبة الجنسيّة لِكلا الزوجين. إنّها مشكلةٌ تزداد شيوعاً بتقدم العمر، حيث نراها لدى 50 إلى 55 بالمئة من الرّجال البالغين من العمر 40 إلى 70 عاماً. أمّا الآلية التشريحيّة لها فهي فشلُ امتلاءِ الأجسام الكهفيّة بالدم؛ لجملة واسعة من الأسباب التي سنتحدّث عنها لاحقاً، ممّا يمنع من حدوث الانتصاب الطّبيعي.

أسباب حدوث ضعف الانتصاب

يشيع مركّبٌ نفسي يُدعَى بقلق الأداء بين المصابين بضعف الانتصاب، ويُقصد به خوف الرّجل غير المتمرِّس جنسيّاً من عدم إرضاءِ زوجته خلال الجماع. ولكن الحالات النّاجمة عن مشكلةٍ نفسيّة صافية لا تتجاوز 10 بالمئة. إذْ أنّ 90 بالمئة من هؤلاء الرجال لديه سببٌ جسدي واحد على الأقلّ وراء هذه المشكلة. وتُعَدُّ كل من الأمراض القلبيّة الوعائيّة، الدّاء السكري، الاضطّرابات الهرمونيّة (نقص التستوستيرون)، الأمراض العصبيّة، رضوض الحوض والتّشوُّهات التشريحية (داء بيروني) أشيع هذهِ الأسباب.

متى أزور الطبيب ؟

قدْ يتسبّب لك ضعف الانتصاب بالكثيرِ من الحزن، التوتّر والقلق، لاسيّما عند بدئِه بشكلٍ مفاجِئ، على عكس البدءِ التّدريجي الذي يتعامل معه الرّجال بشكلٍ أفضل. وبالرغم من كونِ الحديث عن هذه المشكلة أمامَ الطّبيب أمراً مُحرِجاً، إلّا أنّه نقطةٌ هامّة جدّاً في سبيل حصولِك على المساعدةِ الملائِمة. وكما رأينا فإنّ عسر الانتصاب قد يكون علامةً لأمراضٍ أخرى خطيرة على الصّحة العامّة كالأمراض القلبيّة والدّاء السكري ولذلك فإنّه من الأهميّة أن تطلُبَ المشورة الطِّبيَّة.

الأسئلة الشائعة التي سيطرحها الطبيب للتشخيص ؟

سوف يستفسرُ الطّبيب عن تاريخكَ الجنسي بالّتفصيل لمعرفةِ سبب ضعف الانتصاب. كما سيسأل عن عواملِ نمطِ حياتك كالعمل، التّوتُّر المهني، التّدخين، الرّياضة، الحمية، الكحول والمخدِّرات. ومن الشّائع أن يسألك أيضا عن قوّة رغبتكَ الجنسيّة. هل ما زلتَ تحصل على انتصابات عند خلودِك إلى النّوم أو بعد الاستيقاظ مباشرةً وأخيراً عن زوجتكَ؛ فيما إذا كانت تشارِكُكَ قلقكَ حيال أدائِكَ الجنسيّ ومدى تأثُّر علاقتكما بهذه المشكلة من عدَمِه.

قد يهمّك أيضا >> كل ماترغب بمعرفته عن ضعف الانتصاب من أسباب، أعراض، وطرق علاج.

ما الفحوص و التحاليل المطلوبة لمعرفة سبب ضعف الانتصاب ؟

سنقدَّم لك فيما يلي جملةً من الفحوص والتحاليل لمعرفة سبب ضعف الانتصاب والتي قدْ يطلُبُها منك طبيبُك في أوّل زيارةٍ لك.

1. الفحص الجسدي العام

قبلَ الحديثِ عن تحاليل معرفة سبب ضعف الانتصاب سنتحدَّث عن الفحص السّريري الشّامل. سيقيِّم الطبيب مدى تطوُّر صفاتِكَ الجنسيّة الذّكرية ويحدِد أيّة شذوذاتٍ موجودة في القضيب أو الخصيتين. سيتمُّ قياس ضغطكَ الشرياني، طولك ووزنك في سياقِ هذه الفحص. زيادة على هذا سيفحص الطّبيب النّبضَ في قدميك بشكلٍ روتيني، كما سيختبرُ المنعكساتِ العصبيّة في الطّرفين السّفليين، القضيب والشّرج. وقد يجري الطبيب فحصاً شرجيّاً لتقييم مقوِّية عضلات هذه المنطقة وإجراء مسٍّ لغدّة البروستات.

2. التحاليل الدموية العامة أسهل التحاليل المطلوبة لمعرفة سبب ضعف الانتصاب

في بداية تعرُّفنا على التحاليل المطلوبة لمعرفة سبب ضعف الانتصاب سنتحدَّث عن أشيع التّحاليل العامّة التي قد يطلبها منك الطبيب حسبَ خبرته الشّخصية. حيث إنّه من الشائع أن يطلب منك فحصَ وظيفةِ الكلية، وظيفة الكبد، الكولسترول والكريَّات الدّمويَّة لنفي وجودِ فقر الدم أو أيّة اضطراباٍت دمويّة أخرى. سيتم قياس سكّر الدّم الصيامي أيضا لاستبعادِ الدّاء السكري. كما قد يجد طبيبك من الضّروري إجراء فحص PSA وهو مولِّد ضدٍّ خاصّ بالبروستات.

3. فحص البول أحد التحاليل المطلوبة لمعرفة سبب ضعف الانتصاب التي نغفل عنها

يعدُّ فحص البول أحدَ أهمِّ التحاليل المطلوبة لمعرفة سبب ضعف الانتصاب التي يتم تجاهُلها من قِبَل بعض الأطبّاء. إنّ احتواءَ البول على السّكر قد يكون دلالة على الإصابة بالدّاء السكري. أمّا وجودُ الدم في البول؛ وهو مكوِّن غير موجودٍ بشكل طبيعيّ فيه. فمن الممكن أن يكونَ علامة لوجود إنتان أو الحاجة لإجراء المزيد من الاستقصاءَات. زيادة على ذلك فإنّ اكتشاف وجودِ البروتين في البول هو مؤشرٌ لوجود إصابة كلويّة هامّة قد تكون السّبب وراء الضعف الجنسيّ الذي يشتكي منه الرّجل.

4. قياس الهرمونات أهمّ التحاليل المطلوبة لمعرفة سبب ضعف الانتصاب

لا يمكنُ الحديثُ عن التحاليل المطلوبة لمعرفة سبب ضعف الانتصاب من دون ذكرِ التّحاليل الهرمونيّة. حيث سيتمُّ قياس المستويات المصلية لكلٍّ من هرمونات التستوستيرون، البرولاكتين، الهرمون المحرِّض للإباضة، الهرمون اللوتينئي وهرمونات الدّرق. ويعدُّ تقييم الوظيفة الغدِّيَّة ضروريّاً بشكلٍ خاصّ لدى المرضى الذين يعانون من نقص الرّغبة الجنسية، الاكتئاب وأيّة علاماتٍ لتراجعِ الصِّفات الجنسيّة الثّانويّة. وإنْ لم يكن من الممكن إجراءُ جميع هذه التحاليل، فإنّ الحدّ الأدنى هو تحليل مستوى التستوستيرون الصّباحي.

5. حقن البروستاغلاندين إي واحد E1

الاختبار التّالي في قائمنا لأهم التحاليل المطلوبة لمعرفة سبب ضعف الانتصاب هو الحقنُ الموضعيّ للبروستاغلاندين إي واحد. حيث يتمُّ استعمال الألبروستاديل وهو أحدُ أشكال هذه المادّة ضمن الجسم الكهفيِّ للقضيب. إنّ حدوث الانتصاب خلال عدّة دقائق يعني أنّ البُنيَة الوعائيّة للقضيب طبيعيّة، أو كافية كحدٍّ أدنى. ويمكن عندها لكلٍّ من الطّبيب والمريض الحكمُ على جودة الانتصاب. كما إنّ نجاح هذا الاختبار يعني أنّ استعمال الحقن الموضعي علاجٌ ملائِمٌ لضعف الانتصاب لدى هذا الرّجل.

6. اختبار انتفاخ القضيب الليلي

عندما نتطرّق لموضوع الفحوص و التحاليل المطلوبة لمعرفة سبب ضعف الانتصاب لا بدَّ من التحدُّث عن اختبار انتفاخِ القضيب اللّيلي. حيث يتمّ ارتداءُ جهازٍ محمول ومزوَّد ببطّارية على الفخذ، وذلك بهدف تقييم الانتصاباتِِ اللّيليّة لدى الرّجل. سيتم تخزين البيانات المتعلِّقة بِك ضمن ذاكرة الجهاز، حيث يستطيع الطّبيب الوصولَ إليها لاحقاً بعد نزعكَ له. ولأخذِ العلم فإنّ عدد الانتصابات العفويّة أثناء النوم يتراوح بينَ 3 و 8 انتصاباتٍ خلال ثماني ساعاتِ نوم.

قد يهمّك أيضا >> كيف يتم الحقن الموضعي للانتصاب ! فوائد وأضرار هذه العملية.

7. الإيكو

في نهايةِ حديثنا عن الفحوص والتحاليل لمعرفة سبب ضعف الانتصاب سنعرِّفكم على تقنية الإيكو. تستعمل هذه التِّقنيّة الأمواجَ فوق الصّوتية لفحص الأوعية الدّموية القضيبية؛ لتحديدِ فيما إذا كان هنالِك اضطِّرابٌ في جريان الدمّ ضمن القضيب، بالإضافة إلى تقييم البروستات. وما يميِّز هذه الأمواج هو كونُها آمنة بشكلٍ تامّ لجسم الإنسان، على عكس الأشعّة إكس المُستعمَلة في الصّور البسيطة والطّبقي المحوري والتي قد تكون مُسرطنةً عند التعرُّض المفرط لها.