العلاقة ما بين ضمور الخصية والانتصاب !

هل لاحظْتَ تغيُّرَات طرأت على قدرتك على الانتصاب فِي الآوِنَة الأخيرَة؟ تشعُر باختلاف حجم وصِغَر إِحدى خصيتَيك أو كلتاهمَا؟ قد يكون هنالك تفسير وحيد لكلِّ ما سبق يعرَف باسم ضمور الخصية. وهي حالَة مرضيَّة تحمل تأثيرات شتَّة على الرَّجل منها ما هو جسديّ وخاصّة على صعيد الوظيفة الجنسيَّة، ومنها ما هو نفسِي من ناحية أخرَى. لذَا في حال معاناتك من أيّ ممَّا سبق وتبحث عن أَجوِبة تخُص ضمور الخصية والانتصاب وعن حقيقَة تأثير ضمور الخصية على الانتصاب ، تابِع مَعنَا المقالة التَّالية التي ستعطيك تلك الإجابات..

ما هو ضمور الخصية ؟

ضمور الخصية “Testicular atrophy”، عبارة عن مصطَلَح طبِّيّ يصِف الحالَة التي يحدث فيها انخِفاض أحادِي أو ثنائي الجانب في حجم الخصية، وقد تتَرافَق الحالة أيضا مع انخِفاض في وظيفتها المتمثِّلة بإفراز هرمُون الذكورة “التستوسترون” وإنتاج الحيوانَات المنويَّة. ويجِب الانتباه إِلى أنَّ حالَة ضمُور الخصية غير مرتبطَة بالتَّقلُّص المُؤقَّت الذي يصيب كيس الصَّفن “Scrotum” جرَّاء التَّعَرُّض للبرد، ويعدَّان حالتَان منفصلَتان.

ولكن، ماذا تعرف عن علاقة ضمور الخصيتين والانتصاب ببعضهما؟

أسباب ضمور الخصية

في الواقع، هنَالِك العدِيد من الأسْباب التي تقِف وراء ضمُور الخصية، يمكِن أن نصنِّفها وفق قائمتين هُما :

1- أسباب غير مرَضيَّة، وتشمُل:

• التَّعرُّض للرُّضوض.
• التَّقدُّم بالسِّنّ “Aging”  ناتِجة عن حوادِث التَّموت والتَّنكس الخلَويَّ الطَّبيعيَّة تؤدي إلى ضمور الخصية والانتصاب الضعيف.
• السَّتيروئيدات: التي تستخدم بقصد بنَاء العضلات عند رياضيي كمال الأجسام بشكل شائع، والتي تعد المسؤولة عن إحداث اختلال التَّوازن الهرمونيِّ وخاصة التستوسترون.
• الإدمان على الكحول: إن الاستهلاك المفرط والمتكرر للكحول يؤدِّي إلى هبوط في مستويات هرمون التستوسترون، علاوة على إحداث أذيّة غير عكوسة في النسج الخصيوية والضمور كنتيجَة لذلك.

2- أسباب مرضية، وتشمل:

• دوالي الخصية ” Varicoceles“: عبارَة عن توسُّع في الأوردة الصَّفنيَّة اليُسرى غالِباً، تُحدِث أذيَّة في الأنابيب الخصيوية وضمور حجمِهَا.
• انفتال الخصية “Testicular torsion“: انقِطاع التروية ووصول الأكسجين للخصية نتيجَة انفتال الحبل المنوي مما يقود بالتالي إلى ضمورها.
• التهاب الخصية “Orchitis“: والتي قد يحدثهَا فيروسات كالنِّكاف “Mumps” أو جرثوميَّة كالكلاميديا “Chlamydia” والسَّيلان البُني “Gonorrhea”  ممّا يؤدّي إلى ضمور الخصيتين والانتِصاب المتأذي.

ولكن، ما الآلية التي تجمع بين ضُمور الخصية والانتِصاب ؟

ما تأثير ضمور الخصية على حياة الذكر ؟

يحمِل ضمور الخصية في طيّاتِه العدِيد من التَّأثيرات على حياة الرَّجل منها ما هو جسدِي وبشكلٍ خاصّ على الصعيد الجنسي، ومنها ما هو نفسِي.

نبدؤُها أوَّلاً مع التَّغيُّرات الجسدِيَّة، والَّتي نذكرُ منهَا على سبيل المثال :

• التَّعب والوهن.
• تقلُّص حجم أحد الخصيتَين أو كلاهُما.
• اضطِراب في توزُّع الأشعار خاصة الذَّقن، تحت الإبِط، ومنطقة العانَة.
• اضطرابات هيكلية: تعد الهرمونات، وعلى رأسهَا بشَكل خاص التَّسوسترون، مسؤولة عن صيانة الكتلة العضليَّة والعظميَّة. بالتالي فإن اختلال التَّوازن الهرمونيّ يؤدّي إلى خسارَة في الكتلة العضليَّة وضعف عضلِي، علاوة على ضعف العظام وهشاشتهَا.

أَمَّا التَّغيُّرات الجنسيَّة فتشمل:

• انخفاض الرَّغبة الجنسيَّة: حيث إنَّ تدهوُر مستويات التَّسوسترون تؤثّر بشكل سلبي على الرَّغبة والقدرة الجنسيَّة عند الرَّجل.
• ضعف الانتصاب: يعد ضُمور الخصية والانتصاب الضعيف أحد أهمّ التَّظاهرات، والتي سنقوم بشرح مستفيض عَن علاقتهما ببعضهما لاحقاً.
• انخفاض في الخصوبة: يعود ذلك إلى التَّراجع الوظيفيّ للخصى في إنتاج النِّطاف وجودتهَا ليشمل بذلك نقصاً في الحجم. وشذوذ في بنية وشكل الحيوانات المنويَّة، علاوة على اضطراب حركيَّتهَا.

وفي النهاية، التغيُّرات النفسيَّة:

حيث يترافَق ضمور الخصية والانتصاب الضعِيف بتأثيرات سلبِية على حياة الرَّجل الجنسيَّة وخاصة الإنجابيَّة. ما يخلخِل ثقة الرَّجل بنفسه وتقديره لصورته الذَّاتيَّة ، بالإضافَة إلى ماينجُم عنها من قلق وحتَّى اكْتئاب.

والآن مع ضمور الخصية و الانتصاب ..

ما العلاقة بين ضمور الخصية والانتصاب ؟

في الواقع، إنَّ العلاقة بين ضمور الخصية والانتصاب معقّدة بعض الشَّيء. لذا وللإجابَة على سؤال هل ضمور الخصية يؤثر على الانتصاب يمكِن تبسيط العلاقَة بينهما بوصفِهَا علاقة بين المسبِّب والنَّتيجة. إنَّ ضمور الخِصى نفسه لا يسَاهِم بشكل مباشر في ضعف الانتصاب، وإنمَا بشكل غير مباشر عبْر عدَّة آليَّات.. نذكر منها على سبيل المثال:

• من الآليَّات التِي تضم ضمور الخصية والانتصاب ، تدنّي القُدرَة على إنتاج النِّطَاف: يمكِن تفسير ذلك بما يلي.. إنَّ انخِفاض إنتاج وجودة الحيوانات المنويَّة تعني ضعفاً في القدرة الإنجابيَّة. يحمِل ماسبق عِبء نفسي شديد على الرَّجل يتجلَّى بالتَّوتُّر، القلق وحتَّى الاكتئاب (العوامل التي أَثبتَت الدِّراسات علاقَتها المباشَرة بتخفيض الدَّفق الدَّمويّ للقضيب وإحداث ضعفاً في الانتصاب).
• انخفاض في مستويات التَّروية الدَّمويَّة: يعدّ ضعف التَّروية الدَّمويَّة عامِلاً مؤهّباً لكلّ من ضمور الخصية والانتصاب . حيث أنَّ انخفاض الإرواء الدَّمويِّ الواصل إلى الخصيتينِ (والذي قد تُحدِثه أسبَاب عديدة ذكرناهَا سابقاً) يُحدِث تنخُّر وأذيَّة نسيجية غير عكوسَة في الخصى تؤدِّي إلى ضمورِهَا. وبالمثل، عدم كفاية الدَّفق الدَّمويِّ الواصل إلى المنطقة التَّناسليَّة يحِد من القدرة على الانتصاب وضعفاً فيها.
• خسارة في كتلة أرضية الحوض العضليَّة: تعد إحدى الآليَّات الأُخرى الممكِنة لـ ضمور الخصية والانتصاب الضعيف. والتي تفسِّر تأثير ضمور الخصية على الانتصاب. تعدّ عضَلات أرضِية الحوض هامَّة جدّاً في تنظِيم الدَّفق الدَّمويّ عبر الأوعية إلى القضيب. ولكن بسبب ضمور الخصى وتدهور مستويات التَّستوستيرون قد يحدِث خسارَة في هذه الكتلة العضليَّة. ما ينجم عنه بناء على ذلك اضطِراب في تدفُّق الدَّم إلى القضيب وعدم القدرة على الانتصاب.
• اختلال الإتزان الهرموني: تعد إحدى الآليَّات التي تجمَع ضمور الخصية والانتصاب . يعرَف هرمون التَّسوسترون كهرمون الذُّكورة الرَّئيسيِّ –المنتج من قِبل الخصيتين- والمسؤول الأوَّل عن الوظيفة الجنسيَّة المتضمِّنة الشهية والقدرة الجنسيَّة. علاوة على إحداث الانتصاب والحفاظ عليه (حيث ذكرَت إحدى الدِّراسات قدرة التَّستوسترون على تصنِيع أوكسِيد النتريك ذو الأثر التَّوسيعيِّ في أوعية الأجسام الكهفيَّة ممَّا يزيد الضَّخ الدَّمَويُّ باتّجاه القضيب وبالتالي يحدث الانتصاب). إنَّ ماسبَق أحد التَّفسيرات المقترَحة التي توضِّح العلاقة الوثيقة التي تجمع بين مستويات التَّستوسترون المنخفضة المحدث بـ ضمور الخصية والانتصاب الضعيف النَّاتج.

والآن بعد إجابتك على سؤال هل ضمور الخصية يؤثر على الانتصاب ، آن لك أن تعرِف الأساليب العلاجيَّة لضمور الخصى.

علاج ضمور الخصية

لا يوجَد طريقَة محددة لعلاج ضمور الخصية، ويعتَمد العلاج على السَّبب الكامن المُحدث لذلك الضُّمور.حيث تمَّ اللُّجوء إلى التَّدابير الدَّوائيَّة كما في العلاج الهرمونيّ المعيض للاختِلال الهرموني، أو الصَّادات للحالَات الإنتانيَّة كالسَّيلان البُنّي. كما تمَّ اللُّجوء للجراحَة في بعض الحالات كانفتال الخصية ودوالي الخصية.

ختامًا، لا بدَّ من التَّنويه إلى أَنَّه وعلى الرَّغم من إمكانيَّة عكس أغلَب الإمراضيات المسبِّبة لضمور الخصية، إلّا أن ضمور الخصية بحدِّ ذاته لا يمكِن عكسه دائِماً.

الأسئلة الشائعة حول ضمور الخصيتين والانتصاب

هذه بعض الأسئلة الشائعة التي وجدناها عبر محركات البحث حول تأثير ضمور الخصية على الانتصاب:

1-ماهو حجم الخصية الضامرة ؟

يبلغ حجم الخصية الطَّبيعيَّة 15-35 مل بحسب الدراسات، وتعرَّف الخصيَة الضَّامرة عند وجود انخِفاض يقدَّر بـ 20% مقارنَة بحجم الخصية الطَّبيعيَّة.

2-كيف يمكن تقوية الخصيتين؟

يملك تعدِيل نمط الحياة ودمج الرِّياضة مثل تمارين كيغل التي تقوّي عضلات الحوض والحمَّيات الصِّحِّيَّة فيها مع الابتعاد عن التَّدخين، الإفرَاط بشرب الكحول وتعريض الخِصيتين لدرجَات الحرارَة المرتفِعة أهميّة بالغة في الحِفاظ على صحَّة الخصيتين تقويتهما.

3-هل الانتصاب دليل على سلامة الخصيتين؟

لا، لا يعدّ دليلاً مباشَراً على سلامة الخصيتينِ. حيث يمكِن لشَخص لديه ضمور الخصية و الانتِصاب لديه سلِيم و شخصٌ آخَر لديه ضمور الخصية و الانتصاب لديه مضطَرِب.