تساقط الشعر

علاج تساقط الشعر الوراثي

الصلع الوراثي هو السبب الأكثر شيوعاً لتساقط الشعر؛ ليس مرضاً بحدّ ذاته، لكنه حالة طبيعية ناتجة عن مزيج من العوامل الوراثية، تغيّرات هرمونيّة، وعملية الشيخوخة. سيلاحظ جميع الرجال والنساء تقريباً تساقط الشعر أو ترقّقه مع تقدّمهم في السنّ. ومع ذلك، فإنّ ما يصل إلى 40% من الرجال والنساء سيواجهون شكلاً أكثر وضوحاً من هذه الحالة. يبدأ تساقط الشعر عادةً في العشرينات والثلاثينات من العمر، تكون هذه العمليّة أكثر وضوحاً عند النساء بعد انقطاع الطمث، وتسمّى أيضاً بـ الثعلبة الأندروجينية والصلع الذكوري عند الرجال.

فما هو تساقط الشعر الوراثي وما هي أسبابه وكيف يمكن علاجه؟ هذا ما سنتعرف عليه من خلال مقالتنا التالية.

دورة نموّ الشعر

مثل البشرة والأظافر، يمرّ الشعر بدورة مضبوطة بدقّة من النموّ والراحة؛ ويمكن للشعر أن يتساقط في أيّ وقت من الدورة.

  • هنالك 3 مراحل في دورة الشعر، وهي :
  • في المرحلة الأولى : ينمو شعر فروة الرأس باستمرار، وهذا ما يسمّى بـ طور التنامي؛ في هذه المرحلة، ينمو الشعر حوالي 1-2 سم في الشهر.
  • المرحلة الثانية : تسمّى مرحلة التراجع، وتعني التوقّف عن النموّ؛ حوالي 1-3% من شعر فروة رأسك في هذه المرحلة سيتوقّف عن النمو.
  • المرحلة الثالثة : تسمّآ طور التيلوجين، وتدعى أيضاً بمرحلة الراحة، وتستمرّ ما بين 1-4 شهور؛ حوالي 10% من شعر فروة رأسك.

في نهاية مرحلة الراحة، يمر الشعر بمرحلة التساقط، والتي عادةّ ما تقود إلى نموّ شعر جديد؛ فعندما يتساقط الشعر يتم استبداله بشعر جديد من نفص بصيلات الشعر الموجودة تحت سطح الجلد.

يحدث تساقُط الشعر الوراثي عند الذكور أو الإناث بسبب التأثيرات الجينيّة أو الهرمونيّة؛ وتسمّى أيضاً بالثعلبة الأندروجينية لأنّها تتأثر بالهرمونات التي تسمّى بـ الاندروجينات، وهي موجودة عند كل من الرجال والنساء؛ لكن بكميّات مختلفة.

ما هو تساقط الشعر الوراثي

تساقط الشعر الوراثي (أو ما يسمى بالصلع الوراثي) هو حالة وراثية تقلّل من الوقت الذي يقضيه الشعر في النمو. حيث يبدأ الشعر في التساقط وخط الشعر في التراجع، وتبدأ كثافة الشعر في الإنخفاض. في نهاية المطاف، يتراجع خط الشعر بشكل كبير حتى يصل إلى منتصف الرأس، لتبدو فروة الرأس صلعاء تمامًا.

يزداد خطر تساقُط الشعر الوراثي إذا كان لديك أقارب قد تعرّضوا لتساقط الشعر. حيث يؤثر المخطط الجيني لفقدان الشعر على أشياء مثل:

  • العمر الذي سيبدأ عنده الشعر في التساقط.
  • مدى سرعة تساقط الشعر.
  • نمط ومدى تساقط / صلع شعرك.

تتغيّر دورة الشعر لدى الأشخاص الذين يعانون من تساقُط الشعر الوراثي حيث:

  • تصبح بصيلات الشعر أصغر.
  • مرحلة النمو أقصر.
  • سقوط الشعر بشكل أسرع.

ونتيجة لذلك، يصبح الشعر أقصر وأخف وحتى عديم اللون.

تساقط الشعر الوراثي لدى الذكور

يبدأ أكثر أنواع تساقط الشعر شيوعًا عند الذكور من سن 30 عامًا تقريبًا، ولكن يمكِن أن يحدث في أيّ سن بعد البلوغ.

يعتبر الصلع الوراثي في الذكور من الأمراض الوراثية المعروفة، كما أنّه يعتمد أيضًا على مدى تحويل هرمون التستوستيرون الذكري في فروة الرأس إلى هرمون آخر (ثنائي هيدروكسيتستوسترون). يمثّل تساقط الشعر الوراثي 99٪ من تساقط الشعر لدى الرجال. ويعتمِد مدى سرعة ظهور الصلع أو بطئِه، ونَمط تساقُط الشعر، على العوامل الوراثية. 

على الرغم من أنّ هذا النوع من الصلع يمكِن أن يؤثّر أيضًا على النساء، إلّا أنّ نمط الصلع يختلِف في الذكور والإناث.

تساقُط الشعر الوراثي الأنثوي

عادة لا يحدُث تساقط الشعر الوراثي عند النساء إلّا بعد انقطاع الطمث. ويعتبَر النمط النموذجي لهذه الحالَة هو ترقّق الشعر أعلى منتصف الرأس مع الحِفاظ على خطّ الشعر الأمامي.

عادة ما يبدأ تساقُط الشعر الوراثي في الأنثى في سن الثلاثين تقريبًا، ويصبح ملحوظًا عند سن 40 عامًا، وقد يكون أكثر وضوحًا بعد انقطاع الطمث.

ملحوظة عادة ما يعاني نصف النساء من ترقق الشعر الوراثي بعد سن الخمسين.

كيفية علاج تساقط الشعر الوراثي

فيما يلي المقترحات والطرق المستخدمة لعلاج حالة تساقط الشعر الوراثي بالتفصيل :

أدوية لعلاج التساقط الوراثي

تعتبر هذه الادوية هي الحل الأول والأفضل لعلاج تساقُط الشعر الوراثي. تتكون الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية (OTC) بشكل عام من الكريمات الموضعية والمواد الهلامية التي يمكن وضعها مباشرة على فروة الرأس.

1. دواء المينوكسيديل لعلاج تساقط الشعر الوراثي

دواء المينوكسيديل لعلاج تساقط الشعر الوراثي
دواء المينوكسيديل لعلاج تساقُط الشعر الوراثي

تحتوي المنتجات الأكثر شيوعًا على عنصر يسمى مينوكسيديل (روجين). وفقًا لـ AAD، قد يوصي طبيبك باستخدام دواء مينوكسيديل بالتزامن مع علاجات تساقط الشعر الأخرى.

تشمل الآثار الجانبية للمينوكسيديل:

  • تهيج فروة الرأس.
  • نمو الشعر في المناطق المجاورة للرأس، مثل الجبهة أو الوجه.
احتياطات عند استخدام دواء مينوكسيديل
  • يجب عليك دائمًا غسل يديك جيدًا بعد وضع المستحضر، وتجنب دخوله في عينيك أو أنفك أو فمك.
  • عند تناوله في شكل أقراص، يتم استخدامه لعلاج ارتفاع ضغط الدم، ويمكن أن يؤثر على وظيفة القلب الطبيعية وضغط الدم إذا ابتلع عن طريق الخطأ.
  • لا يجب استخدام هذا المنتج من قبل النساء أثناء الحمل أو الرضاعة الطبيعية.

2. دواء فينسترايد لعلاج تساقط الشعر الوراثي

دواء فينسترايد لعلاج تساقط الشعر الوراثي
دواء فينسترايد لعلاج تساقط الشعر الوراثي

يعتبر دواء فينسترايد من الأدوية التي تستلزم وصفة طبية لايقاف تساقط الشعر الوراثي، والتي تعمل عن طريق منع تحويل هرمون التستوستيرون إلى ديهدروتستوسترون. حيث لا تتأثّر بصيلات الشعر بهذا الهرمون ويمكِن أن تكمِل نموّها حتّى تصِل إلى وضعِها الطبيعيّ.

فعالية دواء فينسترايد
  • يبدَأ الشعر في النمو في حوالي 2 من كلّ 3 رجال يتناولون قرص فيناسترايد كلّ يوم.
  • بمعدّل حوالي 1 من كل 3 رجال لا يعمل الفيناسترايد على نموّ الشعر ولكنه قد يوقِف تساقط المزيد من الشعر.
  • لا يؤثّر تناول دواء فيناسترايد على حوالي 1 من كل 100 رجل.
نقاط يجب ملاحظتها عند تناول دواء فيناسترايد
  • يستغرق مفعول هذا الدواء حوالي 4 أشهر حتى يتم ملاحظة أي تأثير، وما يصل إلى سنة إلى سنتين لنمو الشعر الكامل.
  • يعود تساقط الشعر إذا توقف العلاج. لذلك، إذا نجح العلاج في حالتك، فأنت بحاجة إلى الاستمرار في العلاج للحفاظ على التأثير.
  • الآثار الجانبية غير شائعة، ولكن الأثر الأكثر شيوعًا هو أن حوالي 2 من كل 100 رجل معالج يصابون بفقدان الرغبة الجنسية.

3. الكورتيكوستيرويدات لعلاج تساقط الشعر الوراثي

 الكورتيكوستيرويدات لعلاج تساقط الشعر الوراثي
الكورتيكوستيرويدات لعلاج تساقط الشعر الوراثي

يصِف الطبيب أيضًا الكورتيكوستيرويدات مثل بريدنيزون لعلاج تساقط الشعر الوراثي. كما يمكن للأفراد الذين يعانون من داء الثعلبة استخدام هذا العلاج لتقليل الالتهاب وقمع جهاز المناعة.

تحاكي الكورتيكوستيرويدات الهرمونات التي تصنعها الغدد الكظرية، حيث تعمل الكميات العالية من الكورتيكوستيرويد في الجسم على تقليل الالتهاب وتثبيط الجهاز المناعي.

الآثار الجانبية للكورتيكوستيرودات

يجب مراقبة الآثار الجانبية لهذه الأدوية بعناية. وتشمُل الآثار الجانبيّة المحتملة ما يلي :

  • الجلوكوما.
  • مجموعة من أمراض العيون التي يمكِن أن تؤدّي إلى تلف العصب البصري وفقدان البصر.
  • احتباس السوائل في الجسم.
  • تورم في الساقين.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • إعتام عدسة العين.
  • ارتفاع نسبة السكر في الدم.

كما أن هناك أدلّة على أنّ استخدام الكورتيكوستيرويد قد يعرّضك أيضًا لخطر الإصابَة بالحالات التالية:

  • الالتهابات.
  • فقدان الكالسيوم من العظام ، مما قد يؤدي إلى هشاشة العظام.
  • ترقق الجلد وسهولة الإصابة بالكدمات.
  • التهاب الحلق.
  • بحة في الصوت.

2. إجراءات طبية أخرى

في بعض الأحيان، لا تكفي الأدوية لوقف تساقط الشعر الوراثي. وهناك إجراءات طبية أخرى يمكن استخدامها لعلاج الصلع. مثل :

1. زرع الشعر

تتضمّن جراحة زرع الشعر وَضع قطع صغيرة من الجلد، التي تحتوي على القليل من الشعر، إلى الأجزاء الصلعاء من فروة رأسك. ويتم زَرع ما يصِل إلى 60 أو 100 بصيلة شعر.

وتعتبَر هذه الطريقة افضل علاج لتساقط الشعر الوراثي، وذلك لأن أولئك الأشخاص عادَة ما يفقِدون الشعر في الجزء العلوي من الرأس.

نظرًا لأن هذا النوع من تساقط الشعر يحدُث بشكل تدريجيّ، فقد تحتاج إلى إجراء العديد من عمليّات الزرع بمرور الوقت.

2. تقليل مساحة فروة الرأس

تستخدم عملية تقليل مساحة فروة الرأس كأحدث علاج لتساقط الشعر الوراثي، حيث يزيل الجراح في هذه العملية جزءًا من فروة رأسك الذي لا ينمو فيه الشعر. ثم يغلق الجراح المنطقة بقطعة من فروة الرأس بها شعر.

طريقة أخرى لهذه العملية:

حيث يقوم الجراح بطي فروة الرأس التي تحتوي على شعر فوق البقعة الصلعاء. ويعتبر هذا الإجراء الجراحي أحدث علاج لتساقط الشعر الوراثي.

كيفية الوقاية من تساقط الشعر الوراثي

على الرغم من عدم وجود أي شيء يمكنك القيام به لتغيير جيناتك، فهناكَ بعض الأشياء التي يمكنُك القيام بها قد تساعِد في الحفاظ على صحّة شعرك وقوّته لفترة أطول.

1. البروتين الغذائي

يتكوّن الشعر من أحد أشكال البروتين، وهو نفس النوع الموجود في أظافر اليدين والقدمين.  يجب على الجميع، بغض النظر عن العمر، تناول كمية كافية من البروتين للحفاظ على نمو الشعر الطبيعي. 

2. كُن لطيفًا مع شعرك

  • تجنّبي تسريحات الشعر المعقّدة والتي تتّبع تقنيّة الشدّ.
  • تجنّبي لفّ شعرك.
  • تجنبي استخدام المنتجات الكيميائية لشعرك.

يعتبر تساقط الشعر الوراثي مشكلة دائمة، ولكن يمكنك تجربة خيارات العلاج تلك فقد تفيد في علاج هذه الحالة.

الأسئلة الشائعة

  1. هل يمكن عكس عملية تساقط الشعر الوراثي ؟

    تساقط الشعر الوراثي حالة غير قابلة للعلاج؛ لكن من الممكن أن يساعد العلاج في إبطاء أو إيقاف تساقط الشعر.

  2. هل سأصاب بالصلع إذا كان والدي أصلع أيضاً ؟

    الجينات المسؤولة عن بصيلات الشعر مهمّة للغاية، وذلك لأنّها تعمل معاً وجميعها مسؤولة عن نموّ شعر صحيّ؛ باختصار، إذا كان لديك جين الصلع المرتبط مع كروموزوم X أو كان والدك أصلعاً، فهناك احتمال كبير أن تصاب بالصلع أيضا.

  3. ما هي الأطعمة المسؤولة عن الإصابة بالصلع ؟

    تم ربط نقص الحديد، الزنك، البروتين، السيلينيوم، والأحماض الدهنيّة الأساسيّة بتساقط الشعر؛ وثبت حديثاً أنّ الأنظمة الغذائية منخفضة السعرات الحراريّة تتسبّب بـ تساقط الشعر أيضاً.

د. رغداء إبراهيم

طبيبة بيطريّة مختصّة بمجال الرقابة الصحيّة على الأغذية، أعمل ككاتبة للمحتوى الطبّي والصحّي، ورئيسة تحرير في أحد المواقع الإلكترونية.
زر الذهاب إلى الأعلى