عمليات السمنة وإنقاص الوزن

عملية تكميم المعدة بالمنظار ! والحياة ما بعد تخسيس الوزن

السمنة هي واحدة من أهمّ عوامل الخطر المهدّدة للحياة، فهنالِك أكثر من مليار شخص بالغ يُعانون من زيادة الوزن حول العالم، وما لا يقلّ عن 300 مليون يعانون من السمنة المفرطة (مؤشّر كتلة الجسم لديهم يزيد عن 30)؛ ووفقاً للدراسات الأخيرة، فقد زاد انتشار السمنة لدى البالغين بشكلٍ كبير خلال السنوات العشر الماضيّة؛ وذلك نظراً لتغيّر نمط الحياة، فمع زيادة الجلوس في المكتب ساعات العمل، الرغبة بتناول الوجبات السريعة، مع قلّة ممارسة الرياضة، من الطبيعي جدّاً أن نستمر باكتساب الوزن! وجاءَ الطب الحديث بإجراء ( تكميم المعدة بالمنظار ) كطريقة جديدة، آمنة، فعّالة، وسريعة لعلاج هذه المشاكِل الوخيمة؛ تابعوا معنا ….

ما هي عملية تكميم المعدة بالمنظار ؟

ما هو تكميم المعدة بالمنظار ؟ تكميم المعدة هو تقنية جراحيّة ووسيلة رائِدة في مجال التخسيس وإنقاص الوزن الجراحي. اكتسبَت عملية تكميم المعدة بالمنظار شعبيّة كبيرة بين الأطبّاء، والمرضى الذين لاقوا الاستحسان الكبير والنتائِج الإيجابيّة الواعِدة. بما في ذلك (انخفاض مؤشّر كتلة الجسم، نقص كبير في الوزن، ضبط ضغط الدم، الوقاية من السكتة الدماغية، والعديد من الأمراض الأخرى المرافِقة)…

تعني عملية تكميم المعدة بالمنظار بدون جراحة باختصار، تصغير حجم المعدة (استئصال جزء من المعدة فقط)، وجعلها تبدو مثل كمّ القميص تماماً (أي ستتّسع معدتك لكميّات قليلة من الطعام بإجراء قسري). لا يتسبّب هذا الإجراء بـ انخفاض امتصاص أيّ من العناصر الغذائيّة، حيث سيشعر المريض فقط بالشبع بسرعة بعد تناول كميّة قليلة من الطعام. قد يؤدّي تكميم المعدة إلى كبح الشهيّة، وذلك عبر تقليل كميّة (هرمون الجوع) المفرَز من المعدة. بالتالي يساهم هذا الإجراء في القضاء على الوزن الزائد بشكل كبير.

الفرق بين تكميم المعدة وتكميم المعدة بالمنظار

الخيارات متعدّدة بالنسبة للأفراد الذين يفكّرون في إجراء جراحة السمنة لفقدان الوزن. فلكلّ نوع فوائِد ومخاطر محدّدة، حيث سيساعِدُك الطبيب على تحديد الخيار الأمثل لك. ومن الضروري مقارنة خياراتك المُتاحة؛ فمثلاً لو قرّرت اختيار إجراء عملية تكميم المعدة، فسيطرح عليك الطبيب هل ترغب بـ إجراء عملية (تكميم المعدة) أم (تكميم المعدة بالمنظار) ؟ فما الفرق بينهما ؟

عادة ما يشار إلى تكميم المعدة (بدون تنظير) إلى إجراء عمل جراحي مفتوح في البطن، بحيث يتم إجراء شقّ كبير مع تخدير عام، ويحمل مخاطِر أكبر من ( تكميم المعدة بالمنظار بدون جراحة )، كما يترك ندبة كبيرة في جدار البطن بعد الإجراء؛ علاوة على أنّ فترة الإستشفاء والمراقبة تكون أطول في المستشفى.

عموماً، يتم اللجوء للإجراء الجراحي المفتوح في حال عدم توفّر مركز طبّي يحتوي على (جهاز تنظير). بالإضافة إلى عدم قدرة المريض على تحمّل التكلفة الباهظة لهذا النوع من العمليات.

مميزات عملية تكميم المعدة بالمنظار

لا تتضمّن عملية قص المعدة بالمنظار تعديل شكل المعدة تشريحيّاً فحسب. بل تهدُف أيضاً إلى تغيير سلوك المريض، حيث سيخضع بعد الإجراء لتغييرات فيزيولوجية معقّدة وتعديل بالإفراز الهرموني. ستحقّق مجتمعة مع بعضها البعض فقدان الوزن؛ وتشمل مميّزات عملية تكميم المعدة بالمنظار عدّة أمور، سنتطرّق لشرح كلّ منها على حدى :

1. فقدان الوزن 

يعاني المريض المصاب بالسمنة المفرطة من سلسلة من التغييرات الجسديّة بعد إجراء عملية تكميم المعدة بالمنظار . حيث سيخسَر الكثير من الوزن على المدى الطويل، الحدّ من الجوع، الشبع بسرعة، انخفاض مؤشّر كتلة الجسم بشكل كبير.

2. انزياح الهموم والمشاكل النفسيّة

ترتفع مؤشّرات الاكتئاب والقلق بشكلٍ عام لدى معظم المرضى المُصابين بالسمنة. فمع الشراهَة بالأكل والنظام الغذائيّ الغير صحّي والانتقادات السلبيّة من المجتمع المحيط، سيُعاني المريض من عدد من الاضطرابات النفسيّة. لذلك بعد إجراء عملية قص المعدة بالمنظار وملاحظة ظهور النتائِج، ستنزاح هذه الهموم والمشاكل، وسيبدأ الشخص بتقبّل نفسهِ الجديدة بروح معنويّة عالية.

3. تحسين المظاهر السريرية

لجراحة تكميم المعدة بالمنظار فوائِد تنظيمية كبيرة على مجموعة متنوّعة من المعايير السريريّة. بما في ذلك نسبة الشحوم في الدم، الاختبارات الكيميائيّة، والنسيجيّة، حيث ستتحسن المؤشّرات والعلامات الحيوية بشكل كبير بعد العملية.

4. اضطرابات الدهون

أظهرت عملية تكميم المعدة آثاراً تنظيميّة على معدّلات الدهون بعد العملية، حيث تمّ ملاحظة انخفاض كبير في مستويات الدهون الثلاثيّة، الكوليسترول الكلّي، الكوليسترول البروتيني الشحمي VLDL، والكوليسترول الدهنيّ منخفض الكثافة LDL. ومن المثير للدهشة أنّ مستويات HDL ارتفعت عند الإناث بنسبة جيّدة، وعلى الرغم من أنّ الاختلاف لم يكن كبيراً للغاية بين الجنسين، إلّا أنّ النتائج وحدها تتحدّث عن الإيجابيّات الكبيرة بعد إجراء عملية تكميم المعدة بالمنظار .

4. العلامات النسيجيّة

لوحِظ التحسّن النسيجي، بما في ذلك التليّف، تجمّع الدهون البسيط steatosis، التنكّس الدهني ballooning degeneration، والتهاب الفصيص في نتائج فحوص الكبد الدهني الغير كحولي للمرضى بعد تكميم المعدة. كما أظهرَت العديد من الدراسات تحسّن نسيجي أكثر أهميّة من أولئِك الذين أجروا عملية RYGB (المجازة المعدية).

5. اختبارات الدمّ

تمّ تأكيد العلاقة الوثيقة بين السمنة المرضيّة، واضطرابات تخثّر الدم. حيث أفادَت الدراسات أنّهُ بعد عام واحد فقط من إجراء عملية تكميم المعدة بالمنظار أصبحت مستويات الهيموجلوبين والكالسيوم ضمن المستويات الطبيعية. وفي دراسة أخرى، كان الهيموجلوبين والهيماتوكريت أقلّ من المعدّل الطبيعي، لكن بقي الفيريتين والحديد والقدرة الكليّة على الارتباط بالحديد كما هي بعد عام.

لم يلاحظ أيّ مضاعفات أو اضطرابات في مستويات الكالسيوم، المغنيسيوم، الفوسفور، الزنك. وذلك على الرغم من زيادة المغنيسيوم بشكل ملحوظ من خطّ الأساس بعد عام واحد. كما ارتفعت مستويات HbA1c في مصل الدم بحوالي 30% من العيّنات بعد عام واحد؛ وبشكل غير ملحوظ كان HbA1c يميل للارتفاع عند الرجال أكثر من النساء.

6. تلاشي الأمراض المرتبطة بالسمنة

أظهرت الدراسات الحديثة أنّ هنالِك تحسّن كبير للمرضى الذين يعانون من السمنة المفرطة (مؤشّر كتلة الجسم من 27-47) مع النمط الثاني من داء السكّري. حيث ساهَمت عملية تكميم المعدة بالمنظار في الحدّ من ارتفاع سكّر الدم. كما زادت حساسيّة الأنسجة للأنسولين بشكل مثير للإعجاب، إلى جانِب انخفاض مستويات المصل من (الجريلين) و زيادة في CCK (وهو ببتيد عصبي يحفّز إفراز الأنسولين). و GIP، GLP1، و GLP2 التي تلعب أدوار رئيسيّة في حلّ مرض السكّري، والتحكّم في عمليات التمثيل الغذائي.

بالإضافة إلى كلّ ما يلي :

  • مدة عملية التكميم بالمنظار قصيرة نسبيّاً ما بين 60-120 دقيقة.
  • ستفرِز المعدة بعد التكميم الحمض بكميّات قليلة، بالتالي تقلّ فُرصة الإصابة بقرحات المعدة.
  • لا توجد أيّ تعديلات أو أجسام غريبة يتم وضعها في هذه العملية، لذلك لا يحدُث أيّ انسداد أو اختلاط خطير.
  • تصبِح المعدة صغيرة بعد إجراء التكميم، وتبقى وظائِفُها تعمل بشكل طبيعي، يمكنُها فقط تحمّل الأطعمة بالكميّات الصغيرة.
  • نظراً لبقاء الأمعاء سليمة في هذه العملية، تقلّ فرصة حدوث الانسداد المعوي، فقر الدم، هشاشة العظام، ونقص البروتين والفيتامينات.
  • أثناء عملية تكميم المعدة بالمنظار يتم إزالة الجزء العلوي من المعدة (المسؤول عن إفراز هرمون الجريلين) والمسمّى هرمون الجوع. بالتالي ستقلّ شهيّة المريض تدريجيّاً.

بالمقابل هنالك بعض السلبيات المتضمّنة ما يلي :

  • قد يكون فقدان الوزن أكثر صعوبة ممّا يتوقّعهُ المريض.
  • إجراء تكميم المعدة بالمنظار غير قابِل للعكس، بالتالي فإن إزالة أيّ جزء من المعدة لن يجعلها تنموّ مجدّداً.
  • يبقى الجسم قادر على تحمّل الأطعمة الغنيّة بالكربوهيدرات والدهون، بالتالي يمكن أن يبطّئ ذلك عملية فقدان الوزن.
  • نظراً لوجود تدبيس في المعدّة التي تعرّضت للتكميم، فهنالِك احتماليّة حدوث تسريبات وبعض المضاعفات الأخرى.

الحالات التى تحتاج إلى عملية تكميم المعدة بالمنظار 

بشكلٍ عام، يمكن أن تكون جراحة تكميم المعدة خياراً مناسِباً للحالات التالية : 

  • مؤشّر كتلة الجسم BMI يساوي أو أكثر من 40 (سمنة مفرطة).
  • مؤشّر كتلة الجسم BMI بين 35-39.9 (سمنة)، ويعاني المريض من مشاكل صحيّة خطيرة مرتبطة بالوزن. مثل داء السكّري من النوع الثاني، ارتفاع ضغط الدم، أو انقطاع التنفّس أثناء النوم.
  • في بعض الحالات، قد يكون المريض مؤهّل لأنواع معيّنة من جراحات إنقاص الوزن. وذلك في تراوَحَ مؤشّر كتلة الجسم بين 30-34 وكان يعاني من مشاكل صحيّة خطيرة متعلّقة بالوزن.
  • يجب على المريض أن يكون مستعدّاً لإجراء هذا النوع من التغيير. وقد يطلب منهُ المشاركَة في خطّة متابعة طويلة الأمد، تَشمُل مراقبة التغذية، نمط الحياة، السلوك، والحالة الطبيّة.

خطوات عملية تكميم المعدة بالمنظار

يتضمّن إجراء تكميم المعدة بالمنظار إجراء ما بين 5-6 شقوق صغيرة في البطن، وتنفيذ الإجراء المطلوب باستخدام (منظار البطن موصول بكاميرا). وأدوات أخرى توضع ضمن هذه الشقوق الصغيرة. يتم في هذا الإجراء إزالة حوالي 75% من المعدة، تاركاً بذلك المعدة بشكل أنبوب أو كمّ ضيّق. لايتم فيهِ استئصال الأمعاء أو تجاوزها خلال عملية التكميم، وتستغرق العملية بالكامل ما بين 60-120 دقيقة تقريباً في أحدث المراكز الطبيّة.

من الناحية الفنيّة، تعتبر عملية تكميم المعدة بالمنظار عملية بسيطة جدّاً. وهنالِك احتمال ضئيل لحدوث نقص في العناصر الغذائيّة المُمتصّة، وتشمل طريقة عملية التكميم بالمنظار ما يلي :

  1. يتم إحداث شقوق صغيرة في جدار البطن لإدخال أنابيب التنظير (5-6 شقوق).
  2. يتِم تقصّي مكان المعدة وعزل الأوعية الدمويّة إلى جانبها للتجهيز لعملية القصّ أو التدبيس.
  3. يتم إدخال أنبوب بوجي (Bougie tube) في المعدة، ويعمل كمقياس للمعدة الجديدة.
  4. بعدها يتم قسم المعدة إلى قسمين بواسطة التدبيس.
  5. تصبح المعدة الجديدة بحجم 20-25% من الحجم القديم، وتأخذ شكل الموزة.

نسبة نجاح عملية تكميم المعدة بالمنظار

تم تضمين دراسة على مجموعة من المرضى (156 مريض). كان منهم 75.3% نساء، متوسّط العمر هو 43 ± 13 سنة؛ وكانت النتائج كما يلي :

  • نسبة الوفيّات 0%.
  • نسبة حدوث التسرّب بعد إجراء عملية تكميم المعدة بالمنظار هي 1.2%.
  • معدّل الإصابة بمرض خلال أول 30 يوم كان بنسبة 5.1%.

اختلفت معايير انخفاض الوزن أو اكتسابه وذلك حسب طبيعة جسم كلّ شخص، ومدى التزامه بالتعليمات المُعطاة من الطبيب. لكن بشكل عامّ، تحسّن معظم المصابين بداء السكّري من النمط الثاني، وتحسّن انقطاع التنفّس الانسدادي أثناء النوم أيضاً، بالمقابل خسَر الغالبيّة مقدار كبير من الوزن (تقريباً 50%) خلال 18-24 شهر. وبعضُهُم خسروا ما يتراوح من 60-70% من الوزن في السنة الأولى فقط.

متى تقل نسبة نجاح عملية تكميم المعدة بالمنظار

تم تحديد عدد من الأسباب الرئيسية لفشل عملية تكميم المعدة بالمنظار بدون جراحة بعد إجرائِها، نذكر أهمّها : 

1. عدم فهم كيفية عمل التكميم المعدي 

تقلّص معدتك الجديدة بحوالي 75%، سوف يجعلك تأكُل ما يعادل 2-4 أوقية من الطعام. و يتحوّل ذلك إلى 4-6 أوقية لاحِقاً؛ لذا في حال أفرَطت في تناول الطعام سيترتّب على ذلك مضاعفات عديدة. فالعودة لـ الأكل بشراهة، وعدم ضبط الشهيّة ونسيان أو تغافل دوافع القيام بالعملية أساساً سيؤدّي حتماً لـ فشل عملية تكميم المعدة بالمنظار .

2. عدم ممارسة الرياضة 

تزيد الرياضة من حرق السعرات الحراريّة التي تتناوَلُها. فحتّى لو كانت هذه الأرقام أقلّ بكثير ممّا تستهلكهُ سابقاً، تبقى الرياضة المعزّز الأول لعمليات التمثيل الغذائي وحرق السعرات الحراريّة. لذلك إن تجاهلَت هذا الموضوع، ستبطِّئ من عملية فقدان الوزن، وربّما تبدَأ باكتسابهِ مجدّداً.

3. الأدوية 

يتناوَل العديد من الأشخاص الأدوية الموصوفة يوميّاً ولا يدركون أنّها قد تؤدّي إلى السمنة (كأثر جانبيّ). على سبيل المثال : حاصرات بيتا، الستيرويدات، ومضادّات الاكتئاب هي أمثلة على بعض الأدوية التي ستعرقل فقدان الوزن بعد التكميم.

ما بعد اجراء عملية تكميم المعدة بالمنظار

بعد جراحة تكميم المعدة بالمنظار، ستستيقظ في المستشفى متعباً قليلاً، بدون ألم شديد؛ قد تشعر بالسعادة لانزياح بعض الهموم عنك. عادة ما يكون الألم معتدلاً في اليوم الأوّل، ومن السهل إعطاؤك بعض المسكّنات حسب الحاجة. سيكون لديك 5-6 شقوق صغيرة في منطقة البطن، يتم خياطتها وتغطيتها بشاش طبّي للشفاء، وسيكون الشقّ الأكثر إيلاماً في المكان الذي أزال منه الطبيب الجرّاح الجزء الكبير من المعدة. وغالباً ما يقع ذلك الشقّ في الربع السفلي الأيسر من منطقة البطن، ويمكن أن يكون أيضاً على الجهة اليمنى.

في هذه المرحلة ستستلقي على السرير، وقد تشعر بإحساس عام  بالوهن في منطقة البطن، قد تشعر بالغثيان المتبقّي من التخدير، ولكن سرعان ما تتحسّن جميع هذه الأعراض.

A. بعد العملية بشكل مباشر

يسمَح بعض الأطباء لمرضاهم بأخذ مسحات من المحارِم المبلّلة بالماء بالفم، وذلك لتجنّب جفاف الفم، ولا يُسمح بأي شكل من الأشكال بتناول أي شيء واتّباع تعليمات الطبيب. قد يسمح لك فقط ببشرب كوب من الثلج كلّ بضعة ساعات فقط، ومن المحتمل أن تشعر بالجوع وترغب بتناول شيء ما؛ سيكون حلقُك مؤلِماً متورّماً من أنبوب ET (أنبوب التنفّس أثناء الجراحة)؛ لذلك ستكون مرهق، وقلق، ومتوتّر بعض الشيء.

فيما يخصّ الأنشطة البدنيّة : 

قد يطلُب منك الطبيب النهوض والمشي قليلاً، حيث يُساعد المشي على تقليل الألم الناتِج عن استخدام ثاني اكسيد الكربون أثناء الجراحة التنظيريّة في البطن، وسيكون الخروج من السرير في اليوم الأوّل هو الأصعب على الإطلاق، يكاد يكون مثل تمرين عضلة مؤلمة، لكن كلّما نهضت من الفراش بوقتٍ أبكر، كلّما شعرت بالتحسّن في اليوم التالي.

اليوم الأوّل مليء بمجموعة متنوّعة من المشاعِر، فقد خضعتَ الآن لتغيير كامل في الحياة وإلى الأبد، فلطالما كان الطعام صديقاً ورفيقاً ومسكّناً للتوتّر، وسيسأل العديد من المرضى أنفسهم : “ترى هل فعلت الشيء الصحيح ؟!” أو “يا إلهي! ماذا فعلت بنفسي ؟”

B. اليوم الأول بعد الجراحة  

من المحتمل أن تمرّ بليلة مضطربة بعض الشيء، حيث سيتأكّد أخصّائي الأشعة بإجراء بعض الاختبارات لتقصّي وجود تسريبات من تدبيس المعدة (الجزء الذي تم قصّهُ وتقطيبه)، وذلك قبل أن يسمح لك طبيبك بشرب الماء؛ وحرصاً على سلامَتك، سيتم التناوب عليك بين الكادر الطبّي المتضمّن (ممرضات، طلاب اختصاص، و اختصاصيّي التغذية، وقد يشمل ذلك معالجين فيزيائيين، وأطباء باطنة أيضا).

عادة ما يكون الألم أكثر وضوحاً في هذه المرحلة، فلقد تلاشَى التخدير، وزال أثر المسكّنات، وأصبحت تتحرّك قليلاً بعض الشيء؛ لذلك من المتوقّع أن تستخدِم بعض المسكّنات الوريديّة.

الجوع في المرحلة الأولى 

يمكنك شرب السوائِل الصافية في هذه المرحلة بعد الجراحة، وينصَح باتّباع النظام الغذائي التالي :

  • مرق.
  • لبن.
  • عصير غير محلّى.
  • جيلاتين خالٍ من السكّر.

مع الحرص على عدم شرب أيّ مشروبات غازيّة، كحوليّة، أو كافيين بما في ذلك الشاي والقهوة.

الدعم الأسري في المرحلة الأولى 

بالتأكيد، ستكون مُحاطاً ببعض أفراد العائلة المحبّين وذوي النوايا الحسنة؛ سيواجهون صعوبة في فهم الألم الذي تُعاني منه، اطلب منهم الحضور لتقديم الدعم النفسي، ومساعدتِك على الترويح عن نفسك قليلاً حتّى تخريجك من المشفى.

C. اليوم الثاني حتّى أسبوعين بعد الجراحة

أنت على الأرجح بمفردك في هذه المرحلة، تم تخريجك من المشفى، وانتهى عمل الفريق الداعِم لَك؛ لذلك عليك أن تداري نفسكَ الآن. قد لا يزول الألم حتّى اليوم السادِس من إجراء العملية، وعادة ما يصف المرضى الألم بنطاق 5-7 من 10؛ وفي حال كان الألم لا يطاق، توجّه مباشرة لأقرب مشفى أو مركز صحّي، ولا تنسى الاتّصال بطبيبك. عليكَ الاستمرار في اتّباع النظام الغذائي الموصوف لك، والذي سيتضمّن للمرحلة التالية ما يلي :

  • ماء.
  • مرق.
  • شوربات.
  • مخفوق البروتين.
  • حليب خالٍ من الدسم.
  • عصير خالٍ من السكّر.

إرشادات في هذه المرحلة

  • إذا كنتَ تعاني من مرض السكّري، تأكّد من فحص مستويات السكّر بانتظام، فمن المحتمل أن يتم تخفيض بعض الأدوية الخاصّة بك، و نسبة 150 هي جيّدة جدّاً.
  • يعتبر صعود السلالم في هذه المرحلة مقبولاً، لاتحمل معك أي شيء صعوداً أو هبوطاً على الدرج، لا تقُم بقيادة السيّارة مع استخدامِك للعقاقير المسكّنة للألم.
  • من المحتمل أن تبدأ بالشعور بالإرهاق، فنظامك الغذائي المحدود يملي على جسدك عدد محدود من السعرات الحراريّة، فلقد خضعتَ للتو لعملية جراحيّة كبرى، والتركيز الأكبر من طاقة جسمك موجّهة نحو التعافي.

D. الأسبوع الثاني والثالث بعد الجراحة 

يكون بعض الناس على استعداد للعودة إلى العمل بعد مضي الأسبوع الأول من جراحة تكميم المعدة بالمنظار ، ويبقى آخرون يعانون من آلام شديدة؛ لذلك هنالِك عدّة أساسيّات بخصوص هذه الفترة وهي : 

  • يجب ألّا يكون الألم شديداً، ومن الوارِد أن يكون الألم مقبول حتّى مزعج.
  • بالنسبة للأطعمة، يجب أن يحتوي النظام الغذائي على أطعمة بقوام معجون ناعِم، أو سائِل سميك، ولا يحتوي على خليط من قطع صلبة من الطعام. ويوصَى بالأطعمة التالية :
    • الأجبان الطريّة.
    • البيض المسلوق.
    • الفاصولياء.
    • الخضار الليّنة (المطهيّة بالبخار، أو المسلوقة).
    • الدجاج المفروم الناعِم، لحم البقر المطهيّ جيّداً مع بعض المرق.

خلال مضي أسبوعين حتّى أربعة أسابيع، من المحتمل أن تكره الخلّاط الخاصّ بك في المطبخ؛ وتتوق إلى تذوّق المزيد من الوجبات ذات القيمة الغذائيّة العالية. 

احذر : قد يتسبّب تناوُل الأطعمة الصلبة مثل المكسرات، والخضراوات الليفيّة، في تمزّق الخط الأساسي في المعدة، وقد يؤدّي ذلك إلى حدوث تسرّب واختلاطات أنت بِغنى عنها، لذلك من الضروري الالتزام بتعليمات الطبيب.

E. الأسبوع الثالث إلى الشهر الثالث

الآن قد عدت إلى العمل؛ وقد فقدت بالفعل قدراً لا بأسَ بهِ من الوزن، وبحلول الشهر الثاني، يجب أن لا تعاني من الكثير من الألم، وتتوقّف عن تناول المسكّنات. كما أصبح بإمكانِك الآن تناول اللحوم المطحونة، الفاكِهة الطازجة، والخضار المطبوخة؛ يستمرّ هذا النظام حوالي 8 أسابيع، وذلك قبل أن يصرّح طبيبك بتناول الأطعمة الصلبة؛ ويعتبر هذا النظام الغذائي بمثابَة تحسّن كبير لصحّتك.

F. من الشهر الثالث إلى السادس ومابعدها 

يجب أن تكون سعيداً لأنّك قرّرت إجراء عمليّة تكميم المعدة بالمنظار ، بدأت تفقد الآن الكثير من الوزن الملحوظ، أصبحَت خطواتُك أخفّ، وعادَ نظامُكَ الغذائي للوضع الطبيعي، وبإمكانِك تناول الأطعمة الصلبة لكن ضمن كميّات محدّدة وذلك بعد استشارة أختصاصي التغذية الخاصّ بك.

د. وائل الخوجة

مدير تحرير موقع صحّتي منذ عام 2020؛ اختِصاصي في تحسين محركات البحث SEO منذ عام 2021؛ طبيب مقيم في أمراض الأذن، الأنف، والحنجرة ENT؛ وجراحة الرأس والعنق، وجراحة الوجه التجميليّة. كاتب محتوى طبّي (senior) في العديد من المواقع الطبيّة، أقوم بالتأكد من صحّة المعلومات والمصادر في المقالات قبل نشرها، أقترح المواضيع الطبيّة للنقاش؛ وأساعد في الإجابة على تساؤلات واستفسارات زوّار موقع صحّتي.
زر الذهاب إلى الأعلى