عمليات الذكورة

ماهي عمليّة زراعة الدعامة خارج النسيج الكهفي ؟ وكيفية إجراؤها بالتفصيل

في بعضِ الحالاتِ المستعصيةِ من ضعفِ الانتصابِ وتشوّهاتِ العضوِ الذكريّ، قد يفقدُ المرضى الأملَ في استعادةِ الانتصابِ والاستمتاعِ بحياةٍ جنسيّة طبيعيّة من جديد، حتّى بعد تجربةِ العديدِ من الأدويّة والعلاجاتِ الجراحيّة. لكن من النعمةِ علينا أنّ الطبّ والعلمَ في تطوّرٍ مستمرّ ودائمٍ، وقد أتى العلم لنا بطريقةٍ جديدةٍ لعلاجِ مشاكلِ الانتصابِ ألا وهي عمليّة زراعة الدعامة خارج النسيج الكهفي الجديدةِ والثوريّة. تابِع معنا هذا المقالَ حتّى النهايةِ للتعرّفِ أكثر على هذه العمليّة وفوائدها ومضارّها وطريقةِ إجرائها بالتفصيل.

تشريح العضو الذكري

العضو الذكريّ هو الجزءُ المسؤولُ عن الجنسِ والذي يصِلُ لحجمهِ الكامل أثناءَ فترةِ البلوغِ، أيضا بالإضافة إلى وظيفته الجنسيّة فإنّه يعملُ كمخرجٍ للبولِ من خلالِ فتحةِ الإحليل. ويتكوّن القضيبُ من عدّة أجزاءٍ منها: حشفة القضيب، الجسمانِ الكهّفيّانِ وهما عمودانِ من الأنسجةِ الرخوةِ ويمتدّانِ على طولِ القضيبِ ويمتلئانِ بالدمّ من أجلِ إحداثِ الانتصابِ، الجسمُ الاسفنجي وهو عمودٌ من الأنسجةِ الشبيهةِ بالإسفنجِ ويمتدّ على طولِ القضيب من الخلف حتّى يصلَ لمنطقةِ حشفةِ القضيبِ، ويمتلِئ بالدمّ أثناءَ الانتصابِ ويحافِظُ على الإحليلِ مفتوحاً، وأخيراً الإحليل والذي يمرّ عبر الجسمِ الإسفنجيّ، وهو يعملُ كممرٍّ للبولِ إلى خارجِ الجسمِ.

ما هي عمليّة زراعة الدعامة خارج النسيج الكهفي

هي عمليّة جديدة في مجالِ عمليات الذكورة والجراحةِ البوليّة، تهدفُ لإيجادِ حلٍ لإعادَةِ الانتصابِ للأشخاصِ المصابينَ بضعفِ الانتصابِ ولم يستفيدوا من الطرقِ السابِقة. حيثُ يمكنُ اللّجوءُ لها كحلّ أخيرٍ لمن فقدَ الأملَ باستعادَةِ الانتصاب. تعتمدُ هذه العمليّة على زراعة الدعامة خارج النسيج الكهفي ، وذلكَ على عكسِ عمليّاتِ الزراعةِ الأخرى، والتي تعتمِد على وضعِ الدعامةِ داخله. لكن لا يغرّك الاسم بأن العملية تتم في الجزء الخارجي تماماً، بل توضع بجانب أنبوبة الجسم الكهفي وذلك بعد خزع الجزء الخارجي منه، أي أنّ الاسم هو تعبير مجازي عن الإجراء الذي يتمّ، وليس تعبير حرفي.

دواعي القيام بعمليّة زراعة الدعامة خارج النسيج الكهفي

هنالِكَ العديدُ من الأسبابِ التي تتطلّبُ القيامَ بهذه العمليّة مثلا :

  • المصابونَ بتليّفٍ في النسيجِ الكهفيّ.
  • فشل الانتصابِ بعدَ تجربةِ جميعِ الحلول.
  • الرجالُ المصابُونَ بتشوهاتٍ كبيرةٍ في العضو الذكريّ.

النقاط الإيجابية التي تتمتع بها عمليّة زراعة الدعامة خارج النسيج الكهفي

  • آمنةٌ إلى حدٍّ كبير.
  • لا تسبّبُ أذيّةً في الإحليلِ.
  • تمنحُ الأملَ في الشفاءِ للحالاتِ المستعصية.
  • طريقةُ إجرائها سهلة مقارنَةً بالطرقِ الأخرى.
  • لن تتخرّبَ الدعامةُ بسرعةٍ، ولن تهاجِرَ من مكانِها أو تؤدّي لاختراقِ الأنسجةِ القريبةِ منها.

النقاط السلبيّة لعمليّة زراعة الدعامة خارج النسيج الكهفي

على الرغمِ من السهولةِ والأمانِ النسبيّ اللّذان تتمتّع بهما هذه العمليّة، إلا أنَّ الأمر لا يخلو من بعضِ النقاطِ السلبيّة والتي تتمثّلُ بالآتي:

  • فعاليّتها أقلّ مقارنةً بالطرقِ الشبيهةِ الأخرى.
  • ما زالت تقنيّة جديدةً وبحاجَة إلى دراساتٍ أوسع.
  • قد تتمزّقُ الدعامةُ بعدَ فترةٍ من الزمنِ عند بعضِ المرضى.
  • قد لا ينجحُ الزرعُ في المرّة الأولى ويضطرّ المريضُ للخضوعِ لعمليّة الزرعِ مرّة أخرى.

الأشخاص المرشّحون للقيام بعملية زراعة الدعامة خارج النسيج الكهفي

وهؤلاءِ الأشخاص هم من يعانونَ من حالاتٍ معيّنة مثل:

  • تليّف الجسم الكهفي.
  • العضو الذكريّ المشوّه بشدّة.
  • الرجالُ فوقَ سنّ الثامنةِ عشرة.
  • الذين جرّبوا جميعَ الطرقِ للعلاجِ ولم تنفع معهم.

الأشخاص الذين لا يمكنهم إجراء زراعة الدعامة خارج النسيج الكهفي

بسبب كونِ هذه العمليّة هي الملاذُ الأخيرُ بعدَ فشلِ العلاجاتِ الأخرى، فإن الأشخاصَ الذينَ لا يمكنهم إجراؤها هم الذينَ ليسوا بحاجةٍ لها. بالإضافةِ إلى المرضى الذينَ يحتاجونَ هذه العمليّة، والذين يعانونَ من التهاباتٍ في السبيلِ التناسلي، ويستطيعونَ الخضوعَ لها بعدَ الشفاء.

نصائِح ما قبل عملية زراعة الدعامة خارج النسيج الكهفي

هنالِكَ عدّة نصائح وأمور يجبُ القيامُ بها قبلَ البدءِ بهذا الإجراء:

  • الصيامُ عنِ الطعامِ والشرابِ قبل 12 ساعةً من العمليّة.
  • لا تتناول الأسبرين أو مضاداتِ الالتهاب اللاستيروئيديّة مثل الايبوبروفين قبل فترةٍ من العمليّة.

تحضير المريض لإجراء العملية

هناكَ عدّة خطواتٍ سيتمّ القيامُ بها من أجلِ تحضيرِ المريضِ لإجراءِ العمليّة قبلها وأثناءها:

1.قبلَ العمليّة

بحسبِ حالتكَ الصحيّة وطبيعةِ إصابتكَ، سيختارُ الطبيبُ بينَ التخدير العام، حيثُ ستكونُ مخدّراً بشكلٍ كاملٍ وغائبٍ عن الوعيّ. وبينَ التخديرِ القطنيّ، حيثُ سيتخدّرُ القسمُ السفليّ من جسمِكَ فقط. وسيتمُّ إمدادكَ بالصادّاتِ الحيويّةِ عبرَ الوريدِ وذلك تجنّباً لحدوثِ الإنتاناتِ. أيضا، يتمّ حلاقَةُ الشعرِ في المنطقةِ قبلَ العمليّة مباشرةً وذلك للتقليلِ من خطرِ حدوثِ إنتانٍ من نوعٍ ما.


2.أثناءَ العمليّة

يتمّ إدخالُ قثطرةٍ إلى المثانةِ عبرَ الإحليلِ، وذلكَ من أجلِ السماحِ للبولِ بالخروجِ أثناءَ العمليّة عندَ الحاجةِ.

كيفية إجراء العملية

بعدَ انتهاءِ التحضيراتِ للعمليّة، يتمّ تحويلُ المريضِ لغرفةِ العمليّاتِ لبدءِ العمليّة الجراحيّة والتي قد تستغرقُ مدّة 25 إلى 35 دقيقة. بعد ذلك سيفتحُ طبيبُ الجراحةِ البوليّة شقّاً صغيراً في القضيبِ وسيحتاجُ في هذه العمليّة الأدواتِ التاليّة مثل المشرط، المبعّد، الخيوطِ الجراحيّة، والدعامَةِ القضيبيّة والمصنوعةِ من مواد لا تسبّب الحساسيّة أو ردّاتِ فعلٍ مناعيّة. ونوعُ التخديرِ قد يكونُ عامّاً أو قطنيّاً بحسب اختيارِ الطبيبِ المشرفِ.

خطوات القيام بالعمل الجراحي

وفقاً لآخر البحوث والدراسات سيقومُ الجرّاحُ بالخطواتِ التاليّة بعد تخدير المريض :

زراعة الدعامة خارج النسيج الكهفي
زراعة الدعامة خارج النسيج الكهفي

1. النافذة

سيفتحُ الجرّاحُ شقاً طوليّاً من طرفِ واحدٍ من الجسمينِ الكهفيينِ يمرّ إلى الجسمِ الكهفيّ المقابل، ثم يتمّ توسيعُ هذه الفتحة (أو الشّق) من خلالِ المبعّدِ حتّى تستطيع الدعامَة المرورَ إلى داخلِ القضيبِ. يُدخِلُ الجرّاحُ النصف الأوّل من الدعامةِ داخلَ القضيبِ بجانبِ الجسمِ الكهفيّ الأول، ثم يقيسُ الجزءَ المتبقّي من الدعامة، ويزيلُ الطولَ الزائِدَ ليصبحَ بطولِ الجزءِ الذي دخل، ويثنيه ثم يدخلهُ ليتوضّع بجانبِ الجسمِ الكهفيّ الآخر. وبهذا تصبحُ الدعامةُ بشكلِ حرف U رأساها عند حشفةِ القضيبِ وقاعدتها عندَ قاعدةِ القضيبِ.


2. الخياطة الجامعة

يتمّ تقريبُ ذراعي الدعامةِ من منتصفِهما من خلال خياطةٍ تربطهما معاً وتربطهما بجسمِ القضيبِ، والخيوطُ مصنوعةٌ من مادّةِ البوليستر الخامِلة وغير القابلةِ للامتصاص. قد تتكرّرُ هذه الخطوةُ عند بعضِ المرضى للتأكّد من أنّ الدعامة ستصبحُ بشكلِ حرف U بدلاً من شكل حرف V.


3. الخياطةُ المُثبّتة

أخيراً، يربطُ الجرّاح رأسا الدعامةِ في منطقةِ حشفةِ القضيبِ للتأكّد من ثباتيّتها وعدمِ حركتها. تتمّ هذهِ الخطوةُ من خلالِ إنشاءِ شقّ صغيرٍ في نهايةِ كلِّ جسمٍ كهفيّ وتوسيعهِ، ثم دفن رأسيّ الدعامةِ داخلَ هذه الشقوقِ مع خياطتها. وتكمنُ الفائِدةُ من هذه الخطوةِ بوضعِ نهايتيّ الدعامة داخلَ الجسمينِ الكهفييّنِ بدلاً من توضعهما بجانبهما. بعدَ ذلك، تخاطُ قاعِدةُ الدعامةِ إلى العانةِ، ثم تغطى بطبقاتٍ من اللفافاتِ العضليّة والنسيجيّة ويغلقُ الشقّ الجلديّ الخارجي.

بانتهاءِ الخطواتِ الثلاثةِ هذه، تكونُ العمليّةُ قد انتهت، ويرسلُ بعدها المريضُ للاستشفاءِ في غرفتهِ لمدّة يومٍ واحدٍ حتّى يستيقظَ من التخدير، ثم يتمّ تخريجهُ من المشفى مباشرةً.

المناطق التي تستهدفها عملية زراعة الدعامة خارج النسيج الكهفي

تستهدفُ العضو الذكريّ بشكلٍ أساسيّ، بما في ذلكَ الجسمينِ الكهفييّنِ وبقيّة الأنسجةِ الموجودةِ ضمنَ القضيبِ، بالإضافَة إلى جزءٍ صغيرٍ من منطقةِ العانة. ولا تستهدفُ الإحليلَ أو الخصيتينِ أو الأجزاءِ الأخرى من الأعضاءِ التناسليّة.

متى تظهر نتائج العملية ؟

سيستطيعُ المريضُ ممارسةَ العلاقةِ الحميميّة بعد 45 يوماً كحدّ أقصى.

نسبة نجاح العمليّة ؟

في دراسةٍ أُجريت على 10 مرضى، وُجدَ أنّ العمليّة قد أعادت الحياةَ الجنسيّة لتسعةِ مرضى من أصلِ عشرة. وكانتِ الحالةُ المتبقيّة قد عانت من الإنتانِ واُضطرّ المريضُ لإعادةِ الزرعِ مرّة أخرى بعد أسبوعين. وبذلك نجد أنّ نسبةَ النجاحِ عاليةٌ جداً وبنسبةِ خطورةٍ منخفضة.

اختلاطات العملية

من الاختلاطاتِ والآثارِ الجانبيّة التي وُجِدَت في هذهِ العمليّة:

  • ألم.
  • الإنتان.
  • هجرةُ الدعامةِ.
  • تهيّج جلد القضيب.
  • سيبقى القضيبُ منتصباً باستمرار.
  • قد يصبحُ طولُ القضيبِ عند الانتصابِ أقصرَ مما كانَ عليهِ سابقاً.

متى أطلب المساعدة الطبية ؟

يتمتّعُ هذا الإجراءُ الطبيُّ بالأمانِ النسبيّ ولكن مع ذلكَ قد تحدثُ بعضُ الأمورِ التي قد تدفعُكَ لطلبِ المساعدةِ الطبيّة العاجلة مثل:

  • تهتّكُ جلدِ القضيبِ.
  • آلامٌ شديدةٌ عندَ الجِماع.
  • الشعورُ بحركةِ في الدعامة.
  • خروجُ مفرزاتٍ قيحيّة من القضيبِ.

نصائِح ما بعد العملية

للحفاظِ على النتائِجِ الإيجابيّة التي حصلتَ عليها بسببِ هذهِ العمليّة يجبُ عليكَ القيامَ بما يلي :

  • الحفاظُ على نظافةِ القضيبِ وفحصهِ بشكلٍ دائمٍ.
  • استخدامُ المزلّقاتِ المناسبةِ عندَ الجماعِ لمنعِ تهتّكِ جلدِ القضيب.
  • في الأوقاتِ خارج العمليّة الجنسيّة، يمكنُ رفع القضيبِ للأعلى باستقامة منحنية لإخفاءِ الانتصابِ.

متوسّط أسعار العملية في البلدان العربية والخارج

يبلغ سعر عملية زراعة الدعامة خارج النسيج الكهفي بالدولار في الولايات المتحدّة 16 ألف دولار. ويبلغ سعرها في مصر 60 ألف إلى 85 ألف جنيهاً مصريّاً تقريباً، في السعوديّة 13 ألف ريالاً سعوديّاً، في الأردن 3 آلاف دينار أردنيّ، وفي العراق تقريباً 5 ملايين دينارٍ عراقيّ.

الأسئلة الشائعة

حاولنا تدوين جميع ما يخطر في ذهنك وإحصاء أغلب الأسئلة والإجابة عليها قدر الإمكان. كذلك في حال كان هنالِك أيّة استفسارات أو أسئِلة أخرى عموما لا تتردّد بإخبارنا في التعليقات. وسيقوم الكادر الطبّي بالطبع بالإجابة عليك في أقرب وقت ممكن.

1. هل يمكنُ استخدامُ الواقياتِ الذكريّة في حالاتِ زراعة الدعامة خارج النسيج الكهفي ؟

نعم يمكنُ استخدامُ الواقياتِ الذكريّة في حالاتِ زراعة الدعامة خارج النسيج الكهفي، ويعدّ استخدامها أفضل بالإضافةِ إلى المزلّقاتِ من أجلِ منعِ أذيّة جلدِ القضيبِ أو تهتّكه.

2. ما الفرق بينَ زراعة الدعامة خارج النسيج الكهفي وبقيّة أنواعِ الزراعةِ الأخرى ؟

الفرقُ الهامّ بينهما أنّ الزراعة خارج النسيج الكهفي هي طريقةٌ يجبُ اللجوءَ إليها عندَ فشلِ طرقِ الزراعةِ الأخرى، بالإضافةِ إلى أنّها لا تملكُ أجزاءاً ميكانيكيّة متحرّكة أو مضخّاتٍ على عكس الطرقِ المتبقيّة.

3. ما هي طرق الزراعة الأخرى التي يمكنُ اللجوء إليها ؟

وهي الزراعةُ داخلَ الجسمِ الكهفيّ وللدعامةِ فيها أنواعٌ ثلاثةٌ وهي: الدعامةُ الأحاديّة، الدعامةُ المؤلّفة من قطعتينِ، والدعامةُ ذاتِ القطعِ الثلاث.

د. محمد يسر أوبري

طبيب عام ، مترجِم، وكاتب محتوى طبّي. مُهتم بنشر الوعي الصحي وإيصال المعلومة الصحيحة للقارئ.
زر الذهاب إلى الأعلى