عمليات الشعر

هل يمكن علاج الشيب المبكر بالليزر ؟ الأسباب، الوقاية، والعلاج !

في الحقيقة يعدّ الشيبُ المبكر من المشاكِلِ المزعجةِ الّتي يعانِي منها الكثيرون. لذلك فإنَّ وجود حلّ طبّيّ لهذه المشكِلة يعدّ خبراً سارّاً بالنّسبة لهؤلاء الأشخاص. لكن هَل يمكِن علاج الشيب المبكر بالليزر ؟ هل يمكنُ أن يعيدَ الليزر للشعر لونَهُ الطبيعيّ؟ وما الآليّة الّتي تمكّن من علاج الشيب المبكر بالليزر إن وُجِدَت؟ في الواقِع إنَّ تقنيّة اللّيزر من التّقنيّات الواعدةِ الحديثة جدّاً في معالجةِ العديدِ من المشكلاتِ التّجميليّة. ومن أهمّها تِلكَ المتعلّقة بالشّعر؛ تابعي معنا للتعرّف على ماهيّة علاج الشيب المبكر بالليزر ، وهل ينفع حقّاً في تحقيق هذه الغاية أم لا ؟

الشيب (الشعر الأبيض)

يعدّ التّقدّم في السّن السّبب الأساسيّ وراء الشّيب وهو تحوّل اللّونِ الطّبيعيّ للشّعر إلى اللّون الأبيض. نتيجةَ انخفاضِ أو انعدامِ وجودِ صبغة الميلانين وهي المادّة المسؤولةُ عن إعطاء اللّونِ للشّعر.
بدايةً ينخفضُ مستوى الميلانين في بعضِ خلايا الشّعرِ ليتحوّل إلى الرّماديّ أو الباهِت. ثمّ يزدادُ تدريجيّاً عدد الشّعر الّذي تعرّض للابيضاضِ مع الوقتِ. وقد يصِلُ إلى مرحلةِ ابيضاضِ كامِلِ الشّعرِ.

قد يحدثُ ذلك في سنّ صغيرةٍ مثل سن المراهقَةِ أو سنّ الشّباب فيُسمّى الشيب المبكر . وفي كثيرٍ من الحالاتِ يكونُ الشّيبُ وراثيّاً ووجود صفةِ الشيب المبكر في العائلةِ سيجعلُكَ أكثرَ عرضةً له. ولا يخفَى على أحدٍ أنّ الشعر من الجوانبِ الجماليّة الهامّة، ونظرًا لأن شيبَ الشعر يُنظَرُ إليه على أنّهُ علامةٌ على الشّيخوخة، فإنّ الشيب المبكر يمكنُ أن يكونَ له تأثير سلبيّ على الثقة بالنّفس.

ما أسباب الشيب المبكر ؟، وهل يمكن علاج الشيب المبكر بالليزر ؟ في الحقيقةِ لا يزالُ الشيب المبكر غيرَ معروفِ السّبب في كثيرٍ من الحالات. وقد يعودُ إلى أسباب غذائيّة مثل نقصِ فيتامين ب12 أو الحديد.، أو الإصابَة بفقر الدّم. كذلك يمكن أن يحدثَ بسببِ أمراضِ الغدّة الدّرقيّة أو استخدام صبغاتُ الشّعرِ والمؤكسد المستخدم معها بكُثرة، ومصفّفات الشعر أيضاً. أمّا عن إمكانيّة علاج الشيب المبكر بالليزر ! تابعي معنا.

هل يمكن علاج الشيب المبكر بالليزر ؟

هل من وسيلة تمكّن من علاج الشيب المبكر بالليزر حقّاً ؟

لا يمكن علاج الشيب المبكر بالليزر وإعادة اللّون الطّبيعي بعد ابيضاضه. بل يستعمل اللّيزر في نزعِ الشعر فقط. حيث أنّ الليزر من أهمّ التّقنيّات الحديثة المستعملة في إزالة الشّعر غير المرغوب به. ويتمّ فيها توجيه حزمة من أشعّة اللّيزر باستخدام أجهزة خاصّة، وبالتّالي إتلاف بصيلات الشّعر من جذورها.

أسباب عدم القدرة على علاج الشيب المبكر بالليزر ؟

يعتمد مبدأ عملِ أجهزة اللّيزر على استشعارِ وجود صبغة الميلانين في الشّعرة أي اللّون الطّبيعيّ للشّعر. أي أنّ أشعّة الليزر لا تتعرّف على جذورِ الشّعر إلّا من خلالِ اللّونِ الطّبيعيّ الّذي تحملُه. إذاً هل يمكن علاج الشيب المبكر بالليزر ؟

في الحقيقة لا يمكنُ علاج الشيب المبكر بالليزر لعدم وجودِ العامل الأساسيّ الّذي يعتمدُ عليه نجاحُ العلاج. إضافَة إلى الدّور الذي يلعبُه لونُ الجلدِ في نجاح إزالة الشعر بالليزر فكلّما زاد فرقُ اللّون بين الجلدِ من جهة والشّعر من جهة ثانيةٍ كلّما زادَت نسبةُ نجاحِ العمليّة.

الاستخدام الرئيسي لأجهزة الليزر فيما يخصّ الشعر

إنّ الاستعمالَ الرئيسيّ لأجهزة الليزر فيما يخصّ مشاكلَ الشعر هو إزالة الشعر. حيث تمّ تطويرُ الكثير من التّقنيّات والتّجهيزات الحديثةِ في هذا المجال من أجل التّخلّصِ من مشاكِل الشّعرِ الزّائد غيرِ المرغوبِ فيه.

كما تم تطوير هذه للأجهزةِ لتناسبَ مختلفَ أنواعِ البشرةِ والشّعرِ، من حيث لون البشرة من ناحية، ولون وطبيعة الشّعر من ناحيةٍ أخرى.

تعتمدُ أجهزةُ إزالة الشعر بالليزر بشكلٍ عامّ على انبعاثِ شعاعٍ مركّزٍ من ضوء الليزر باتجاه البشرةِ. ليتمّ امتصَاصُه من قبل صبغة الميلانين. لذلك يكونُ أصحابُ البشرةِ الفاتحةِ والشّعر الأسود هم الأكثر استفادةً من تطبيقِ العلاج بالليزر. ولكن يعطي بصورة عامّة نتائِج ناجحة مع كلّ أنماطِ البشرةِ والشعر. حيث تعطِي طاقةً حراريّةً تؤدّي إلى أذيّة البصيلاتِ ممّا يؤدّي إلى إضعافِها بشكلٍ كبيرٍ أو إتلافها بشكلٍ كاملٍ. بالتالي لن تتمكّن من إنباتِ الشعر من جديد أو ينمو الشّعرُ بعد ذلك ببطءٍ شديدٍ وبمعدّل وسماكَة أقلّ بكثير. على الرّغم من أنّ عمليّة نزع الشعرِ بالليزر تعطِي نتائِج مضمونةً وفعّالةً في معظمِ الحالاتِ ولفترة طويلةٍ من الزمنِ غالِباً. إلّا أنّ احتمال عودةِ ظهورِ الشعر موجودٌ، ولا سيما في حالِ وجودِ اضطراباتٍ هرمونيّة أو مشاكِل مرضيّة معيّنة قد تحرّض على عودة نموّ الشعر.

وباعتبار أنّ صبغةَ الميلانين موجودة أيضاً في الجلد. ألا توجدُ خطورة من أذيّة خلايا الجلد الطّبيعيّة من قبل أشعّة اللّيزر؟ في الحقيقة الخطورة قليلة جدّاً. لكن تزدادُ الخطورةُ كلّما أصبحَ الجلدُ ذو لون داكِنٍ أكثر. خاصّة في حال عدمِ وجودِ تباينٍ كافٍ بين لونِ الجلدِ ولونِ الشعر. بالرغم من ذلك تمّ تطويرُ تقنيّات اللّيزر بحيث تلائِمُ البشرةَ الدّاكنةَ دون أن تسبّب لها الضرر الكبير. كما طوّرت أجهزة اللّيزر بحيث تناسِبُ ألوانَ الشّعر الفاتِح مثل الرّماديّ والمائِلِ للأحمر والأشقر أيضاً. لذلك لا داعي للقلق مهمَا كانَ نوعُ ولونُ بشرتك وشعرك.

بعض الطرق العلاجية والوسائِل لـ علاج الشيب المبكر

إنّ أوّلَ ما نفكّر به عند البحث عن سببِ و علاج الشيب المبكر، هو الأسبابُ الوراثيّة العائليّة. كما يمكِن إجراءُ الفحوصِ الطّبّيّة ومراجعةُ طبيب الجلديّة للتّحقّق من نقصِ بعضِ الفيتامينات والمعادِن والمغذّيات الأساسيّة لحفاظِ الشعرِ على لونهِ الطّبيعيّ. إليك أهمّ النصائِح في هذا الخصوص:

  • شرب الماءِ بكمّيّات كافية على مدار اليومِ فهو هامّ لكلّ خلايا الجسمِ.
  • الحصول على الغذاءِ الكافي الغنيّ بالفيتامينات والمعادِنِ والبروتينات الضّروريّة لصحّة الشّعر.
  • اتّباعِ نمطِ حياةٍ سليم صحّيّ بالتّقليل قدرَ الإمكانِ من التّدخين والتّوتّر وأخذ قسطٍ كافٍ من النّومِ يوميّاً.
  • التّحقّق من عدمِ وجودِ نقصٍ في مخزونِ الحديد في الجسمِ وعلاجِه بالمتمّمات المناسِبةِ تحتَ إشراف الطّبيب.
  • التّأكّد من عدم وجودِ اضطرابات في عمل الغدّة الدّرقيّة وإفراز هرموناتِها الّتي تؤثّر بشكلٍ كبير على صحّةِ الشّعرِ ولمعانِهِ.
  • استخدمي الصّبغاتِ والموادّ الكيميائيّة المخصّصة لتصفيفِ الشّعرِ باعتدالٍ وبأقلّ درجةٍ ممكنةٍ، وكذلك بالنّسبةِ لمصفّفات الشّعر الحراريّة.

وتوجدُ العديدُ من الوصفاتِ البسيطةِ الّتي يمكنُ اتّباعها من أجل علاج الشيب المبكر ، على سبيل المثال:

  • خلطاتُ الحنّاء الطّبيعيّة: وتتوفّر غالِباً باللّونِ الأسود ويمكِنُ تطبيقُها مرّةً واحِدةً كلّ شهر.
  • الشّاي الأسود: قومِي بتحضيرِ منقوعٍ من الشّاي الأسودِ واتركيهِ ملامِساً لشعركِ لمدّة ساعةٍ تقريباً ثمّ اغسليه بالماء فقط.
  • مغلي أوراقِ الكاري مع زيتِ جوزِ الهند: يتمّ تطبيقُها بعدَ التّبريدِ على فروة الرّأسِ لمدّة ساعةٍ تقريباً، ثمّ غسل الشّعرِ برفق.
  • خلاصَة جذورِ الجينسنغ: يمكنُ تطبيقُها على فروة الرّأسِ، حيث أنّ الجينسنغ معروف بأنّه يزيدُ من محتوى الميلانين في بصيلاتِ الشّعر.

وتجدرُ الإشارةُ إلى ضرورةِ اتّباع هذه النّصائِح وتطبيقِ هذه الوصفاتِ بمجرّدِ بدءِ ظهورِ الشّعر الأبيض للحصولِ على نتائِج جيّدة قدرَ الإمكان.

د. لوماس سليمان

صيدلانيّة، كاتبة محتوى، مهتمّة بنشر الوعي الصّحّيّ والطّبيّ، ومتطوّعة في العديد من المنظّمات الصّحّيّة.
زر الذهاب إلى الأعلى