عمليات الوجه

تعرّفي على أضرار حقن الميزوثيرابي للوجه وكيفيّة تجنّبها!

تؤرّقُ مشاكِلُ البشرةِ الكثيرة العديدَ من الأشخاصِ على اختلافِ أعمارِهِم، حيث يجدونَ أنفسَهم في بحثٍ دائمٍ في كلّ حدبٍ وصوب لإيجادِ حلولٍ وتجريبها؛ مُتناسِين ما قد تحمِلُه معها من مخاطِرَ وأضرار. تمَّ مؤخّراً ابتكارُ حقن الميزوثيرابي كأحدِ أبرزِ العِلاجاتِ المستخدَمَةِ اليوم. رُوِّجَ لها على أنّها حلٌّ بسيطٌ، سهلٌ ومباشر، يساعِد الأشخاص الّذين يَسعَون وراءَ الجمال للحصولِ على البشرة المتوهّجة النّقيّة التي يحلمُون بها. لكن لسوءِ الحظّ؛ ترافَقَ حقنُ الميزوثيرابي مع العديدِ من الأضرار والآثار الجانبيّة التي لابدّ من الإلمامِ بها قبل اتّخاذ القرار. سنتعرّف في هذا المقال على أضرار حقن الميزوثيرابي للوجه وعلى أهمّ الإرشادات لتجنّب ما يمكِنُ منها؛ تابعوا معنا..

ما هي حقن الميزوثيرابي للوجه ؟

هو واحدٌ من أحدثِ الإجراءاتِ السّريريّة غيرِ الجراحيّة للوجه، والمطبّقة على نطاقٍ واسعٍ اليوم، والمُستخدمة في علاجِ عددٍ كبيرٍ من الحالات التّجميلية وغير التّجميلية. يتضمّن هذا الإجراء حقنٌ مكرويٌّ باستخدامِ إبر دقيقة جدّاً مخصّصة لهذا النّوع من الإجراءَات، حيث يمكِن أن يتمّ الحقن على عمقٍ يتراوَح ما بين 1 إلى 4 ميللیمتر، في الأديم المتوسّط ​والنسيجِ الشّحميِّ تحت الجلد. تختلِف تركيبَة الموادّ المحقونَة حسبَ الحالة التي تتطلّبُ العلاج، فقد تحتوي على كميّاتٍ ضئيلةٍ لمزيجٍِ من أنواعٍ مختلِفةٍ من المستخلصاتِ النّباتيّةِ، الفيتامينات، الإنزيمات، المغذّياتِ، الهرمونات والأدوية مثل موسّعات الأوعية، مضادّات الالتهاب غير الستيرويديّة، حاصِرات بيتا والمضادّات الحيويّة. تعمل بشكلٍ أساسيٍّ على تغذيَةِ الجلد وتحفيزِ الإفرازِ الطّبيعيّ للكولاجِين والإيلاستين، لذلك فهي فعّالة للغايَة في تجديد البشرة، وإضفاءِ السّطوعِ، التّوهّجِ والامتلاءِ للجلد.

استخدامَات الميزوثيرابي

في الواقع، تمّ استخدامُ الميزوثيرابي لأوّل مرّة في فرنسا عام 1952 لعلاجِ اضطراباتِ الأوعيةِ الدّمويّةِ واللّمفاويّة. فيما بعد، تعدّدت استخدامَاته وتطوّرت اعتمادَاً على الموادّ المختلفة التي يتمّ حقنها، لتشمُل تطبيقاتهُ الشّائعة اليوم:

  • تفتيتِ الدّهون وإنقاص الوزن.
  • نحتُ الجسم وتقليل علاماتِ السيلوليت.
  • علاجُ بعض حالاتِ اعتلالاتِ العظام والمفاصل.
  • علاج تساقطِ الشّعر أو الثّعلبة لدى الرّجال والنّساء.
  • قد يكون الميزوثيرابي مفيداً أيضا في علاج الألم المزمن.
  • علاج لبعض الحالات الجلديّة؛ لاسيما الصدفيّة والقوباء المنطقيّة.
  • التخلّص من البقعِ الدّاكنة على الجلد، الوحمات وندباتِ حبّ الشّباب.
  • شدّ الوجه، التخلّص من التّجاعيد والخطوط الدّقيقة وتجديد شباب الوجه.

ما هي أضرار حقن الميزوثيرابي للوجه ؟

بشكلٍ عام، يمكنُ القولُ أنّ الميزوثيرابي عبارة عن إجراءٍ غير جراحي آمنٍ نسبيّاً؛ حتّى أنّه لا يحتاجُ عادةً إلى أيّ فترةِ نقاهة، ويستطيع الكثيرُ من النّاس العودَةُ إلى أنشطتِهِم المُعتادة بعدَه على الفور. في حين قد يحتاجُ البعضُ الآخر إلى يوم عطلة بسبب التّورّم والألم في مواقِع الحقن. مع ذلك، فمن المحتمل أن ينطوي أيّ إجراء طبّيّ تجميليّ أو غير تجميليّ على بعض الأضرار؛ والتي تتمثّلُ بآثار جانبيّة، مخاطِر ومضاعفات قد تتطوّرُ لتُصبِح خطيرة. ما هي اضرار حقن الميزوثيرابي للوجه وهل يمكن تجنّبها أو الحدّ منها ؟

1. عدوى الجلد أهم أضرار حقن الميزوثيرابي للوجه

يبدو أنّ الإصابة بعدوى جلديّة خطيرة في موقعِ الحقنِ هي أهمّ أضرار الميزوثيرابي للوجه والخطرُ الرئيسيّ المرتبط به. مع ذلك، ينخفِضُ احتمالُ حدوثِ العدوى بنسبةٍ كبيرة عندما يتمُّ تنفيذُ الإجراءِ في ظروفِ العقامَةِ المُناسِبة.

2. الألم النّاجم عن وخز الإبر

قد يشعُرُ المريضُ ببعضِ الألم أو الانزعاجِ عند وخزِ الإبرة. لذلك غالباً ما يتمُّ تخديرُ منطقة العلاج بمخدّرٍ موضعيّ؛ لاسيّما إذا كانت عتبةُ الألمِ لدى الشّخص منخَفِضة.

3. ردُّ فعلٍ تحسّسيٍّ فوريٍّ أو متأخّرٍ اتّجاه الأدوية أو المحاليل المحقونة

يمكنُ أن يسبِّبَ حقنُ الميزوثيرابي ردودَ فعلِ تحسُّسيّة خطيرة قد تودي بحياة المريضِ أحياناً. لذلك من أجل تجنُّبِ أضرار حقن الميزوثيرابي للوجه المتعلّقة بردود الفعل التحسّسيّة، يجب إجراء إختبارُ التّحسّس، من خلال وضعِ المحلول على جزءٍ صغيرٍ من سطح الجلد. وذلك قبل 24 ساعة بالضّبط من إجراءِ الميزوثيرابي، ومراقبَةِ تفاعُلاتِ الجلدمن طفح، احمرار أو تهيّج قد يدلُّ على التحسُّس لهذه الموادّ.

4. الحرقة واللّسع

من أشيع أضرار الميزوثيرابي للوجه هو معاناةُ المريضِ من شعورٍ بالحرقة واللّسع في منطِقَةِ المعالَجة، كما قد يشعُرُ أيضا ببعضِ الحكّة في هذه الأماكِن. لكن لحسنِ الحظّ، لا يدوم هذا الشّعور لفترةٍ طويلة، كما يمكن تخفيفُه ببعضِ الطّرق، كوضعِ مكعّبات ثلجٍ على مواقِعِ الحقن.

5. طفحٌ جلديّ

يواجِهُ الأشخاصُ ذوي البشرة الحسّاسة بشكلٍ خاصّ أضرار الميزوثيرابي للوجه أكثرَ من غيرِهم، حيثُ يعاني العديدُ منهُم من طفحٍ جلديّ قد يكون موضّع أو معمّم، بالإضافة إلى أشكالٍ أخرى من الاندفاعاتِ في منطقة الحقن.

6. تشوّه في موقع الحقن

من الأكثر أضرار حقن الميزوثيرابي للوجه إزعاجاً هي ما قد تترُكُه من تصبّغاتٍ داكنةٍ، تندّبٍ أو تقرّح في موقع الحقن، والذي من شأنِهِ أن يُسبّبَ تشوّه طويل الأمد في هذه المنطقة.

7. التهاب السّبلة الشحميّة

التهاب السّبلة الشحميّة من أهمِّ أضرار حقن الميزوثيرابي للوجه . وهو مصطَلح يدلّ على التهابٍ يصيبُ طبقَةَ النّسيج الشّحميّ تحت الجلد، حيث يسبّبُ ذلك ظهورَ كتلٍ أو عقيداتٍ حمراء تحت الجلد، لا تلبثُ أن تصبِح مؤلِمةً عند الجسّ (ممضّة). قد يؤدّي التهابُ السّبلةِ الشّحميّة أيضا إلى أعراض التهابٍ عامٍّ في كافّة أنحاءِ الجسم، مثل التّوعّك، الحمَّى، وآلام المفاصِل والعضلات.

8. التورّم والكدمات أشيع أضرار حقن الميزوثيرابي للوجه

يعتبر التورّم والكدمات من أكثر أضرار حقن الميزوثيرابي للوجه شيوعَاً، حيث يعانِي منها كلَّ شخصٍ تقريباً بعد الخضوع للإجراء. في أغلبِ الأحيانِ تزول هذه الكدماتُ تلقائيّاً في غضونِ ساعتين وحتّى يومٍ واحدٍ على الأكثر. لكن لابدّ من الإشارَة إلى أهميّة اتّباع نصائِح الطّبيب للتّخفيفِ من هذه الكدماِت بسرعة، وذلك لعدم إمكانيّةِ الخضوعِ لجلساتِ الميزوثيرابي اللّاحِقة قبل أن تختفي نهائيّاً.

9. الآثار الجانبيّة على الجهاز الهضمي

يعاني العديدُ من المرضى بعد جلسةِ العلاج بالميزوثيرابي من آثار جانبيّة مزعجة تطالُ الجهاز الهضميّ وتتراوَح شدّتها بين الأشخاص؛ ليشمُل ذلك الغثيان، الإقياء أو الإسهال.

نصائِح وإرشادات لتخفيفِ أضرار حقن الميزوثيرابي للوجه

يجبُ مراعاةَ جميعِ التّوصيات التي يقدّمُها الطّبيب قبل وبعد الإجراء، ومتابعتها دون تفويت لتخفيفِ مضاعفات و أضرار حقن الميزوثيرابي للوجه إلى الحدّ الأدنى المُمكن:

  • لا ينبغي تطبيقُ أيّ ضغط على منطقة الحقن.
  • يجبُ الحرصُ على تناولِ أصناف الأطعمة الصحّيّة في الفترة قبل وبعد حقن الميزوثيرابي.
  • تجنّب استخدام مضادّات الالتهاب الستيروئيديّة والمضادّات الحيوية قبل وبعد الميزوثيرابي.
  • الحرصُ على عدمِ ملامسةِ منطقة الحقنِ للماء خلال 10-15 ساعة الأولى بعد حقن الميزوثيرابي.
  • لا ينبغي الإكثارُ من تناولِ الكحولِ والكافيين، كما يجب الابتعاد عن التّدخين والأطعمة الغنيّة بالبروتين.
  • يجب حماية منطقة الحقن من الخدوش، الجروح أو التسحّج الذي قد يعرّضها بشكلٍ كبير للعدوى والالتهاب.
  • قد ينصحُ الطّبيبُ بوضعِ بعض الكريمات على المنطقة لتسريعِ الشّفاء وتخفيف الحكّة، الاحمرار والكدمات.
  • عدمُ وضعِ المكياج ومستحضراتِ التّجميلِ خلال الـ 10-15 ساعة الأولى بعد الإجراء؛ لتجنّب تفاقم أضرار حقن الميزوثيرابي للوجه .
  • تجنّب العودة فوراً إلى ممارسةِ الأنشطة المُجهدة، مثل تمارين الرياضيّة القاسية وذلك خلال أوّل يومين بعد العلاج بالميزوثيرابي.
  • يجبُ على المريض الذي سيخضعُ للعلاج بالميزوثيرابي عدم استخدامِ أيّ من الأدوية المميّعة للدم؛ مثل الأسبرين قبل وبعد الإجراء.
  • يجب تجنّب لمس المنطقة قدرَ الإمكان؛ والحرصُ على غسلِ اليدين قبل لمسها عند الضّرورة؛ وذلك لتجنّب أضرار حقن الميزوثيرابي للوجه .
  • من المفيد تبريد منطقةِ الحقنِ وما حولَها من أجلِ تخفيفِ أضرار حقن الميزوثيرابي للوجه وآثاره الجانبيّة؛ لاسيّما التّورّم، الكدماتِ والاحمرار. قد يكفي لذلك استخدامُ كمّادات الشّاي أو البابونج البارد أو المواد الهلاميّة الباردة. بينما قد نحتاج أحياناً إلى تبريدِ المنطقة باستخدام قطعِ الثّلج.

د. فرح أبو شهله

طالبة في كليّة الطّب البشري، كاتبة محتوى طبّي في موقع صحّتي.
زر الذهاب إلى الأعلى